رواية "الأمريكان في بيتي" للكاتب والقاص العراقي نزار عبد الستار، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ تدور أحداثها حول صحافي ينتمي إلى منظمة سرية عراقية كانت أسست في منتصف القرن الثامن عشر، للقيام بأعمال خيرية وبدعم من الآباء الدومينيكان، إلا أن المن
أنت هنا
قراءة كتاب الامريكان في بيتي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
لأجل أن يفرح قلبك أيتها الملكة
قطع البسكويت
أعرف طالع يومي من الخبر الأول·
واصلتُ حلاقة ذقني بينما حنان تقف بجواري حاملة المنشفة وبصرها مشدود إلى أسلوبي الاكروباتيكي في القضاء على اللحية· كان شقيقها حسن ينتظرني في المطبخ، فقد غافلتني واتصلت به لتعلمه بما حدث لنا، وادعت أنه جاء للاطمئنان على صحتي بعد أن عرف بتوجعي من القولون طوال الأسبوع الماضي· كانت حنان على استعداد لبذل أقصى خضوع لقاء ألا نتعارك، أنا وحسن، كديكين أحمقين· أخذتُ أردد أغنية إيروسية لصباح فخري، فنبهتني إلى أنني أغني وأرقص منذ نصف ساعة· أردت أن أبقيه مركونا في المطبخ مثل مكنسة ما دام يخاف على ملابسه من أثاث بيتي· قلت لها سأركل حسن على مؤخرته إذا تفوه بكلام لا يعجبني، ثم تابعت غنائي بانتشاء ثمل وبصوت مرتفع·
الوضع يشبه أن يروي إحدهم نكتة باردة ثم يتوقف ليسأل: هل سمعتها من قبل؟· بللت وجهي بكالونيا أولد سبايس لتطهير مسالكي التنفسية من رائحة الزيت المحروق التي أشاعها تنفس الجنود الأمريكان في بيتي· أظهرتُ لحسن ودا مبالغا به، ولمت حنان، وأنا أصافحه، لأنها تسببت في إثارة قلقه دون داع؛ فقال إن الأمر يستوجب القلق، وإننا جميعا ضحايا هذا الوضع المعقد· انتبه إلى أنني أوقعته، وأنه نسي أمر قولوني؛ فشد قامته وأبدى استغرابه من إهمالي المتعمد لصحتي· نصحني باستعمال كبسولات عشبية ووعد بأن يوفرها لي من مصدر موثوق به·
حسن أطول من أخته· في السادسة والثلاثين ويتمتع بمزايا تجعلني دائما في توتر· يضع عطرا روحانيا للإيحاء بالالتزام الديني مثل معظم تجار المدينة الجدد· كوّن في خريف عام 2003 ثروة من عقد صفقات لتجهيز الجيش الأمريكي ودوائر الدولة بأجهزة الكومبيوتر بالاشتراك مع ابن خالته الذي يحمل الجنسية الأمريكية· ابتعد عن أجواء الموصل متنقلا من مكان إلى آخر إثر مقاولات عدة أخذها من الأمريكان أوصلته إلى بغداد قبل أن يقضي سنة 2006 في سوريا ليعود بعدها ويدير أربعة متاجر كبيرة في شارع الجامعة·