أنت هنا

قراءة كتاب ابحث عن نفسي - الجزء الثالث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ابحث عن نفسي - الجزء الثالث

ابحث عن نفسي - الجزء الثالث

رواية "أبحث عن نفسي" الجزء الثالث من ثلاثية للروائية البحرينية " فتحية ناصر"؛ الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، هي ثلاثية من عشرة فصول رئيسية وأربعين باب، تناقش الصراعات الداخلية في النفس البشرية والتناقضات التي يعيشها الإنسان عبر التطرّق لكل ما ي

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
لقد كنت أقرأ القرآن كثيراً في السابق· لكنني أشعر أن كل تلك القراءات لم تكن تنفعني، لأنها لم تكن عن حضور قلب· ولو كانت عن حضور قلب لعصمتني عن ارتكاب كل تلك الذنوب·
 
أنا اليوم أعي كم كنت جاهلة· وأعلم أن جهلي ليس عذراً لتركي الصلاة، ولا لجرأتي في عصيان خالقي·
 
أشكركِ· بل إنني ممتنة إليك بعد الله· وأسأل الله أن يجزيك عني خير الجزاء، ويبلّغك مناك؛ ويرزقك الجنة· ويرحمك بما يسّرتِ لي طريق الهداية، وأن يجمعنا مع أنبيائه وحبيبه محمد وأوليائه في جنات النعيم·
 
سلّمت أم عامر تلك الورقة بعد إنهائها الدرس، عالمةً أني لا ولن أوفيها حقها· لكنني شعرت برغبة ملحّة في شكرها لعل الشكر يُعلِمُها كم أقدّر ما تفعل لأجلي· شكرها أقلُّ ما أفعل· استحيتُ أن أشكرها بلساني· وفكرت أن الكتابة أوقع من الحديث، كما أنها ستبقى دائماً تذكرها بامتناني لها··
 
بعد عودتي إلى البيت هاتفَتـْني وقالت:
 
لا شكر على واجب· إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا··· 
 
فازددت إحراجاً· وحباً بها· واحتراماً لها وهيبة···
 
أنا أعرف أن لا شيء أفعله من الممكن أن يَعدِل ما تسديه لي·· هي لم تهبني شيئاً مادياً لأجزل لها عطاءً مادياً مكافئاً·· لقد عرّفَتْني بعالم الروح، أدخلَتْ إلى عالمي النور·· فكيف أجزيها···
 
قلتُ··
 
- أم عامر·· أنا أشعر أنك·····
 
ولم أعرف كيف أقول لها ذلك·
 
- أنني ماذا؟
 
- أنكِ······، أخشى أن أسيء إليك بذلك·
 
- ماذا يا أمل؟·· قولي··
 
قلت في نفسي: يا رب امنحني الشجاعة لأقول هذا ثم قلت:
 
- أم عامر أنا··· أشعر أنك أمي··· لكني أعرف أنني لست ابنةً مشرّفة، ولا·····
 
- لا تكملي·· أنا أمك حقاً وأم كل من تحضر درسي· 
 
- لكنني كثيرة الذنوب···
 
- كلنا كذلك··· كل بني آدم خطّاء· 
 
- لم يذنب في الخلق أحدٌ قبلي ولا بعدي مثلي···

الصفحات