أنت هنا

قراءة كتاب ابحث عن نفسي - الجزء الثالث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ابحث عن نفسي - الجزء الثالث

ابحث عن نفسي - الجزء الثالث

رواية "أبحث عن نفسي" الجزء الثالث من ثلاثية للروائية البحرينية " فتحية ناصر"؛ الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، هي ثلاثية من عشرة فصول رئيسية وأربعين باب، تناقش الصراعات الداخلية في النفس البشرية والتناقضات التي يعيشها الإنسان عبر التطرّق لكل ما ي

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
يا من مددتَ لي يد الرعاية منذ صغري·· وحفظتني في كل خطواتي·· ورحمتني·· ومننتَ عليَّ بأن وفّقتَني لنيل بركات معرفة الطريق إليك من بعد ضياعي···
 
أنت يا رب كما أحب·· فاجعلني كما تحب·····
 
هل أنا أحب الله حقاً؟·· سألتُ أم عامر· 
 
لقد أصبح ذكر الله حقاً مؤنسي؛ وأكثر ما أفكر فيه هو الله· أحبه لأنه أحسنَ إليّ مذ خلقني، وذكرني؛ من قبل أن تعرف أمي بحملها بي فتذكرني··· ودلني على الحق·· حكمته قضت بما أراني في طفولتي مع رباب أم يمنحني فرصة سلامة القلب·· 
 
إنه سبحانه يقول لموسى: يا موسى·· من أحبني لم ينسني···
 
وها أنا؛ أكاد لا أنسى ذكره؛ فأنا إذن أحبه؟؟···
 
أجابتني أم عامر: 
 
- خائفة أنتِ من عذاب الله وناره؟
 
قلتُ: الآن لا· لم أعد كذلك· 
 
- طامعةٌ في جنته؟
 
- نعم، من أجل أن أكون بقربه وأراه· بالأمس كنت أخشى الموت واليوم لا· بل ما أسعدني بالموت إن كان لقائي بالله بعده··
 
- أنتِ الآن إذن من الأحرار· أو؛ قريباً تكونين منهم·
 
- الأحرار؟
 
- في الطريق إلى الله، هناك عبادة العبيد، وعبادة التجار، وهناك الأحرار· فأما العبيد فيعبدون الله خوفاً من ناره· وأما التجار فيعبدونه طمعاً في جنته، وأما الأحرار··· فيعبدونه حباً به··
 
 هنيئاً لك ما وصلتٍ إليه·· لقد قرّبك الله إليه في وقتٍ قصير لما عرف عن صدق نيتك·· 
 
وبكيت يومها عند أمي····
 
- أيمكن أن أكون يوماً من أولياء الله؟··· فتطوى لي الأرض وأستشعر الغيب وتحصل لي الكرامات؛ وأسمع أصوات كل ما حولي يسبّح لله إذا صليت؟·· ويجعلني الله مثله أقول للشيء كن فيكون؛ وأتمنى أي شيء فيحصل··
 
- قريباً إن شاء الله، فاستمرّي····
 
لم أسأل أم عامر كيف عرفَت أني وصلت إلى مرتبة عبادة الأحرار· لقد كانت في نظري أحد أولياء الله، ولم أستبعد أن يكون الله قد أطلعها على نوايا قلبي· لذلك جعلَتني إليها الأقرب وعندها الأفضل· لقد أعطتني قبل مدة كتاباً اسـمه (ثم اهتديت) لشخص كان على المذهب السني ثم تشيّع، وقالت لي حافظي عليه فهو مُصادَر· بعدما انتهيت منه سألتني: هل اقتنعتِ؟ أجبت: نعم فأعلَنَتْ في تلك الليلة أمام الحاضرات في درسها أني (ببركة الله) تشيّعت، فعلَتْ الأصوات بالصلوات وسلمت عليّ الحاضرات وهنّأنني···· أصارحكَ أني لم أكن في قرارتي أقصد ذلك· (التشيع)· تضايقت قليلاً لما حصل، لكني في اللحظة نفسها راجعت نفسي فوجدتني أسائلها·· وهل كنت سنية؟ أنا لم أعرف عن مذهب (والدي) شيئاً، ولا عن الإسلام كله· ولما تعلّمت صلاة المسلمين تعلمت صلاة الشيعة، وفي الفقه تعلمت أحكام الشيعة، ودرست عقائد الشيعة، وقرأت أحاديث أئمة الشيعة·· فلماذا يضايقني أن أعلَنَ واحدةً منهم··

الصفحات