أنت هنا

قراءة كتاب حياة اسبينوزا - من الطائفة إلى الدولة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حياة اسبينوزا - من الطائفة إلى الدولة

حياة اسبينوزا - من الطائفة إلى الدولة

كتاب أو رواية (حياة اسبينوزا - من الطائفة إلى الدولة)؛ يقول عنه الكاتب د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

 ضرورة فكرة الإيمان في حياة الإنسان. وحسب وثائق تم اكتشافها في السنوات الأخيرة الماضية،فإن سبينوزا كان على اتصال بخوان دي برادو خلال سنتي 1658-1659 مع العلم أن قراري فصل كل من سبينوزا ودي برادو جاءا متزامنين، كتصفية حساب من طرف الطائفة، لاستئصال كل العناصر المثيرة للجدل. بالإضافة إلى ذلك، هناك عنصر آخر يبرز رهانات الجالية اليهودية على الصعيد الأوروبي، حيث كان يتم التحضير سنة 1656 لإيفاد مناسى بن إسرائيل، أستاذ سبينوزا الأكثر تنورا واعتدالاً، إلى لندن لإجراء مفاوضات مع حكومة كرومويل الجمهورية، حول إمكانية عودة اليهود إلى إنجلترا بعد مئات السنين من طردهم على يد الملك إدوارد الأول عام 1290. وهو حدث حمل دلالات لاهوتية وسياسية في آن واحد. إلا أن الأهم، في سياق سيرة سبينوزا، هو أن غياب مناسى بن إسرائيل عن أمستردام، ترك فراغاً استغله زعماء الجالية اليهودية، فبادروا إلى اتخاذ قرار الفصل عن الطائفة وتنفيذه في حق الفيلسوف الشاب. إلى جانب كل هذا الاعتبارات، هناك تفسير مغاير لمسألة الطرد طرحه أوديت فليسن، مفاده أن والد سبينوزا خلف عند وفاته سنة 1654 وضعا اقتصادياً متأزماً، بعدما تعرضت مراكبه التجارية للسطو من طرف القراصنة من جهة أولى، ومن طرف الإنجليز من جهة ثانية، بسبب الحرب الإنجليزية - الهولندية الأولى (1660-1654) حول الهيمنة على التجارة البحرية. وتقول هذه الرواية إن سبينوزا، الذي كان يزاول التجارة في شركة العائلة، نصب محامياً عام 1656 للدفاع عن مصالحه التجارية، وكان على وشك أن يقحم الطائفة اليهودية بأمستردام في مشاكله المالية، مما دفع أقطاب الطائفة، وهم من النخبة التجارية بأمستردام، للمبادرة إلى فك كل ارتباط معه، تلافياً للمحاسبة المالية، وذلك بالتبرؤ منه بواسطة تهمة الهرطقة والنبذ. وهو الأمر الذي يبرر، حسب هذه الفرضية، اللهجة القاسية، بل الأعنف من نوعها، التي تضمنتها ديباجة الفتوى اللاهوتية الموجهة ضد سبينوزا.(14) صدر قرار الفصل في 27 يوليو 1656عن الكنيس اليهودي بأمستردام، في غياب سبينوزا الذي لم يجشم نفسه عناء الحضور، وكذلك في غياب معلمه مناسى بن إسرائيل بإنجلترا للاعتبار الذي أشرنا إليه من قبل. ولعل في نص هذه الفتوى تبريرا لدواعي القرار وذرائعه: منذ بعض الوقت وأقطاب الطائفة يسمعون بالأفكار السيئة التي يتبناها سبينوزا. وقد حاولوا جاهدين، وبكل الوسائل، أن يحولوه عن هذا الخط السيء. ولكن عبثاً. ففي كل يوم نتلقى فيه أخباراً جديدة عن الهرطقات المرعبة التي ينادي بها ويعلمها. وقد أوصل لنا شهود عديدون وموثوقون أخباره، التي لا تحتمل الشك، والتي تدل على أنه مذنب ومنحرف فعلاً. وبعد أن أخذ أقطاب الطائفة رأي السادة الحاخامات، قررنا فصل هذا الرجل من أمه بني إسرائيل. وصدرت في حقه الإدانة التالية: باسم الملائكة والقديسين فإننا نفصل ونلعن هذا الشخص المدعو سبينوزا. إننا نصب عليه كل اللعنات اللاهوتية الموجودة في الشريعة. ليكن ملعوناً في النهار، وملعوناً في الليل. ليكن ملعوناً عندما ينام، وملعوناً عندما يستيقظ. ليكن ملعوناً في الدخول والخروج. لعنه الله لعنة أبدية سرمدية لا تحول ولا تزول إلى أبد الآبدين. وليصب الله عليه جام غضبه وليحرمه من عفوه وغفرانه. وإننا لنخبر الجميع بأنه ممنوع على أي شخص أن يتحدث معه شفاهة أو يراسله كتابة. وممنوع على أي شخص أن يقيم معه أي علاقة أو يقدم له أي معونة. وممنوع على أي شخص أن يسكن معه تحت نفس السقف، وأن يقرأ له أي مقالة أو كتاب.(15) لم 

الصفحات