أنت هنا

قراءة كتاب الربيع الأسود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الربيع الأسود

الربيع الأسود

كتاب "الربيع الأسود ثورة أم ظاهرة أم فصل جديد من فصول تجفيف الأمة؟"؛ إصدار فكري وسياسي للكاتب الإماراتي عبدالعزيز خليل المطوع.

الصفحة رقم: 10
2· أغنيات الحرب في أوقات السلام
 
أما العسكريون والسياسيون والاستراتيجيون الصهاينة الذين دائمًا ما تضع الحرب أوزارها المحسومة النتيجة لصالحهم، فإن مهماتهم لا تنتهي عند هذا المفصل الزمني، بل تبدأ على الفور جولةٌ جديدةٌ يستغلون فيها الوقت الثمين في إعادة تنظيم جبهتهم الداخلية وتهيئتها تقنيّاً وعسكريّاً ونفسيّاً وفكريّاً لصولةٍ قادمةٍ من حرب إبادةٍ جديدةٍ ضد أعدائهم التاريخيين من العرب والمسلمين، وتبدأ مخططاتٌ جديدةٌ من أساليب إضعاف الخصم بتكثير نقاط ضعفه وتقليل نقاط قوته، ولو بالدسائس والمكائد؛ وأما الهدف القادم والأسلوب القادم والكمين القادم فلا أحد يمكنه تخمينه، لأن الأجهزة المعلوماتية العربية أضعف من أن تتوصل إليه، ولأن الإجرام والإرهاب الحقيقي لا حدود لآثامه ولا حدود لأطماعه، وهكذا تظل النتيجة المطلوبة صالحة الفاعلية ببقاء العرب الأعداء مهزومين نفسيّاً قبل أن ينهزموا عسكريّاً·
 
هنا أيضًا يعود الجنود والمحاربون الإسرائيليون- بمن فيهم جنود الاحتياط- إلى التدرب على أساليب ووسائل قتاليةٍ جديدةٍ، وإلى الانشغال بتهيئة معداتهم العسكرية وتنظيف مدافعهم وصيانة دباباتهم وتحسين قدرات طائراتهم، التي أنهت جولةً جديدةً من صولاتها الناجحة، وتخلصت من حمولتها من القنابل والصواريخ والذخائر التدميرية القديمة، ليبدأ تحميلها بقنابل وصواريخ وذخائر جديدةٍ هي أكثر فتكًا وأشد تدميرًا، مما زودتها به النخوة الصليبية الأمريكية، عن طريق المطارات والموانئ البريطانية والأوروبية، عبر طريقٍ لا تُقفِر أبدًا من القوافل وخطوط الإمداد البحرية والجوية التي تحمل كل مواد ومعدات وأسلحة القتل والإبادة؛ وهي طريقٌ ملعونةٌ يصح للعرب أن يطلقوا عليها اسم طريق البارود أو طريق الأحقاد، لأنها طريقٌ تحمل في كل يومٍ، بل في كل دقيقةٍ، مؤامراتٍ ومخططاتٍ تستبقي فوارق ميزان القوة وميزان المعرفة وميزان الفاعلية الحضارية، وتحمل موتًا وهلاكًا لا يجد طريقه إلا نحو النحور العربية والمسلمة؛ إنها طريقٌ ممهدة بالإيديولوجية القائمة على العنصرية الغربية، وعلى العداء التاريخي لكل ما هو إسلاميٌّ وعربيٌّ، وعلى استراتيجية حماية التواجد الطفيلي للكيان الإسرائيلي واستبقائه مغروسًا ومتوحشًا في خاصرة المنطقة، وهذا ما يستدعي إبقاء المحيط العربي العملاق حجمًا ضعيفًا ومفككًا وفاقد الوعي، وإبقاء البؤرة الضئيلة للكيان الإسرائيلي قويةً ومتماسكةً وفي قمة التيقظ·

الصفحات