قراءة كتاب الربيع الأسود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الربيع الأسود

الربيع الأسود

كتاب "الربيع الأسود ثورة أم ظاهرة أم فصل جديد من فصول تجفيف الأمة؟"؛ إصدار فكري وسياسي للكاتب الإماراتي عبدالعزيز خليل المطوع.

الصفحة رقم: 7
خلال فصول الزلزال السياسي العربي الأكثر قوةً في التاريخ المعاصر، كانت الآلة الإعلامية هي نجم المشهد التغييري، بحكم تواجدها في قلب المشهد، لتُطل عليه- على حد زعمها- بنافذتها الواسعة جدّاً، ولكن إطلالتها المزعومة تلك، التي ظلت زمنًا ممزقةً ومترددةً بين تأييد النظام أو تأييد الجماهير، بين تأييد الاستبداد أو تأييد الثورة، لم تكن إلا جزءًا من عملية الخداع السياسي، لأنها لم تكن تعرض في الحقيقة سوى صورةٍ صغيرةٍ جدًا وضيقة الزاوية من ذلك المشهد؛ وسواء أكان هذا الإعلام عالميّاً أم عربيّاً، فإن الإضاءات التي عملت الآلة الإعلامية من خلالها على هضم الأحداث العسرة، وتقديمها إلى رجل الشارع في شكل وجبةٍ سريعةٍ تتيح له فهْم ما يجري، واستشراف ما سيحدث مستقبلاً، جميع تلك الإضاءات لم تَزِد المشهد إلا غموضًا وضبابيةً، ولم تكن سوى ضحكٍ على ذقون البسطاء وأصحاب التفكير العاطفي المسطح، وأولئك الذين لم يستفيقوا حتى الآن من صدمة الحادي عشر من سبتمبر 2001، ولا يريدون أن يُصدقوا إلا ما تعلكه آلة الإعلام من الكذب المكشوف والرخيص؛ هذا الكتاب أيضًا محاولةٌ متواضعةٌ أيضًا لمناقشة أو فهم طبيعة الدور أو المهمة الإعلامية القديمة والمتواصلة في برنامج تنظيف أو كنس الذاكرة العربية، وفي حشوها بما يتناسب من الألعاب السحرية الإعلامية، وبما يتناسب من التفاهات الفكرية والثقافية، وبما يتناسب من المستوى المهني الهابط، مع معطيات هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة؛ بل إن الأدهى من ذلك ينتظر دوره وتوقيته على خط الإنتاج الإعلامي والسياسي، إذا لم تستيقظ الجماهير والمجتمعات العربية من غفوتها الحضارية، ومن تقاعسها الإصلاحي، ومن غفلتها الاستراتيجية·
 
سيلاحظ القارئ مدى الحضور الأمريكي في جميع المقالات والموضوعات التي تعرض لها الكتاب، وهكذا هو الواقع العربي، حيث يكاد الحضور الأمريكي أن يهيمن على جميع مفردات حياته اليومية، من السياسة إلى الاقتصاد إلى الثقافة إلى مستحضرات التجميل·
 
عبدالعزيز خليل المطوع
 
ذو الحجة 1433، تشرين الأول (أكتوبر) 2012

الصفحات