أنت هنا

قراءة كتاب سقوط النظام الملكي في العراق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سقوط النظام الملكي في العراق

سقوط النظام الملكي في العراق

دراسة تاريخية سياسية للدكتور فاضل حسين بعنوان "سقوط النظام الملكي في العراق" صدرت في طبعة جديدة ( 2013 ) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، اعتنت بهذه الطبعة وقدمت لها ابنة المؤرخ الراحل السيدة سراء فاضل حسين، ويقع الكتاب في 160 صفحة من القطع الكبير .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
العهد الملكي في العراق
 
عندما نذكر النظام الملكي والعهد الملكي لا نقصد رئاسة الدول أي الملك أو من ينوب عنه حسب؛ بل نقصد النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومن يؤيده أو يرتبط به داخل العراق وخارجه فالنظام الملكي في العراق ضم العناصر الآتية:
 
1- الملك أو من ينوب عنه: أي الملوك فيصل الأول وغازي الأول وفيصل الثاني والأمير عبدالإله· وأهميته في العراق أنه كان قناة الاتصال بين بريطانيا والسلطات العراقية، وبصفة خاصة أيام وصاية عبدالإله وحتى نهاية العهد الملكي، وعن طريقه نفذت بريطانيا سياستها وحققت مصالحها· وقد أعطى الدستور العراقي سلطات واسعة للملك، وبعضها لتحقيق الأهداف البريطانية في العراق·
 
2- نوري السعيد: ويمثل أقوى المناصرين للسياسة البريطانية في العراق والشرق الأوسط، وقد اعتبره البريطانيون والكثيرون من العراقيين والعرب رجل بريطانيا القوي في هذه المنطقة· برز بصورة واضحة في الميدان السياسي منذ عقده معاهدة 1930 العراقية - البريطانية وإبرامها، وقد احتوت على شروط تحقق المصالح البريطانية الرئيسة، وظهر في نظر العراقيين دكتاتواراً يحكم العراق بالنيابة عن بريطانيا· زاد نفوذه وقويت مكانته بعد فشل ثورة مايس 1941 وإعادة احتلال بريطانيا للعراق، وقد خلا له الجو بعد غياب الشخصيات القوية، مثل عبدالمحسن السعدون والملك فيصل الأول وجعفر العسكري وياسين الهاشمي ورشيد عالي الكيلاني، ومهما قيل من تبرير لسياسته المؤيدة لبريطانيا من أنه قصد بها خدمة العراق والعرب، فإن الشعور العام كان عدائياً نحوه، وقد تصرف الناس بعامة والمثقفون بخاصة طبقاً لهذا الشعور.
 
3- النظام شبه الإقطاعي: ويمثله شيوخ القبائل الذين كانت مصالحهم مرتبطة بالنظام السياسي القائم، وقد استند إليهم النظام الملكي في تقوية مركزه· استغل الإقطاعيون الفلاحين العراقيين الذين يمثلون الأكثرية الساحقة من الشعب.
 
4- أنصار النظام الملكي من المدنيين، ويمثلهم الوزراء والأعيان والنواب وكبار الموظفين وأنصاره من كبار ضباط الجيش·
 
وقفت المعارضة في العراق، التي تمثلها الأحزاب والمنظمات والمثقفون الواعون، ضد النظام الملكي ورموزه· وقد اتجهت عواطف الغضب والسخط ضد السياسة البريطانية في العراق ومن يساندها كنوري السعيد وعبدالإله وأنصارهما·
 
يمكن أن يوصف النظام الملكي في العراق بما يمثله من مصالح ومفاهيم سياسية، قياساً بما حدث في التاريخ الحديث في العالم كالثورة الفرنسية مثلاً، بأنه نظام إقطاعي· ولذلك نقول إن النظام الذي أسقطته ثورة 14 تموز 1958 في العراق هو النظام الملكي الإقطاعي مع تأكيد على صفته الإقطاعية·

الصفحات