أنت هنا

قراءة كتاب سقوط النظام الملكي في العراق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سقوط النظام الملكي في العراق

سقوط النظام الملكي في العراق

دراسة تاريخية سياسية للدكتور فاضل حسين بعنوان "سقوط النظام الملكي في العراق" صدرت في طبعة جديدة ( 2013 ) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، اعتنت بهذه الطبعة وقدمت لها ابنة المؤرخ الراحل السيدة سراء فاضل حسين، ويقع الكتاب في 160 صفحة من القطع الكبير .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
معاداة الاستعمار البريطاني:
 
عزا المثقفون والواعون من العراقيين كل مساوئ الحكم وسلبياته إلى الاستعمار البريطاني وأنصاره في العراق· وقد تصرف هؤلاء واتخذوا مواقف بعضها مبني على العاطفة، وبعضها قائم على العلم والمعرفة· يمكن تلخيص مآخذ هؤلاء العراقيين بالنقاط الآتية:
 
1- عدم تحقيق بريطانيا لاستقلال العرب كما وعدوا الحسين بن علي شريف مكة، بل فرضوا الانتداب على العراق وفلسطين وسوريا ولبنان، وهو استعمار مقنع، وأقاموا في العراق حكماً إقطاعياً استبدادياً، وفرضوا على العراق معاهدة 1930 الجائزة التي حققت لهم أهدافهم الاستعمارية.
 
2- فرض البريطانيون أشخاصاً من أنصارهم مثل نوري السعيد الذي حكم العراق حكماً استبدادياً وتآمر على فلسطين والبلاد العربية.
 
3- وقوع بعض الحوادث المؤلمة عزاها العراقيون إلى بريطانيا وأنصارها في العراق، مثل مصرع الملك غازي في ظروف غامضة، اعتقد العراقيون أن بريطانياونوري السعيد وعبدالإله هم الذين دبروا مصرعه(1) يضاف إلى ذلك تنصيب الأمير عبدالإله وصياً على عرش العراق، وهو من أشد مناصري السياسة البريطانية في العراق، واعتقد العراقيون أنه تواطأ مع نوري السعيد والإنكليز في التخلص من الملك غازي· في عهد وصاية عبدالإله عدل الدستور العراقي، وأعطي الملك حتى إقالة الوزارة، وصار هو ولياً للعهد، وأسهم في مكافحة الحركات الوطنية والأحزاب المعارضة، وحاول أن يكون ملكاً على سوريا.
 
4- ثورة مايس والحرب العراقية - البريطانية سنة 1941: حزن العراقيون المدنيون والعسكريون على ما آلت إليه تلك الثورة والحرب· واعتبر الضباط الأحرار مصرع القادة العسكريين طعنة لكرامتهم، وصاروا يتذكرون أحداث سنة 1941 في تفكيرهم وتنظيمهم للقيام بثورة، جعلوا أحد أهدافها الثأر لهؤلاء القادة، واعتبروا الحوادث ونتائجها درساً وعبرة لتحاشي سلبياتها في المستقبل·
 
ذكر لي رجب عبدالمجيد أنه في ليلة إعدام فهمي سعيد ومحمود سلمان ويونس السبعاوي (1942) كان ضابط خفر، فوردته برقية تنبئ بما يحدث وتطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة في الجيش· قال رجب إنه بكى لهذا الخبر مع أنه صبور على المكاره، ولم يبك عندما توفي والده فأقسم على الانتقام لأولئك الضحايا.
 
5- اعتبر العراقيون والعرب قضية فلسطين قضيتهم الأساسية، واعتقدوا أن بريطانيا وأنصارها في العراق والبلاد العربية كنوري السعدي وعبدالإله من أسباب نكبة فلسطين.
 
6- ربط العراق بالمشاريع الاستعمارية الأنكلو، - أميركية في الشرق الأوسط توجته بحلف بغداد.
 
7- مساهمة بريطانيا في الاعتداء الثلاثي الإسرائيلي - البريطاني - الفرنسي على مصر سنة 1956، وموقف الحكومة العراقية وعلى رأسها نوري السعيد موقف المتخاذل وربما موقف المشجع، ولذلك اشتدت نقمة العراقيين على بريطانيا وأنصارها· بعد حوادث الاعتداء هذه مباشرة قرر الضباط الأحرار تنظيم أنفسهم وإقامة لجنة عليا تشرف على التنظيم في كانون الأول 1956، وعملوا بجد على إسقاط النظام القائم الاستبدادي الرجعي الإقطاعي، المستند إلى تأييد الاستعمار البريطاني وإقامة نظام جمهوري ديمقراطي متحرر من النفوذ الأجنبي·

الصفحات