أنت هنا

قراءة كتاب الصندوق الأسود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الصندوق الأسود

الصندوق الأسود

رواية (الصندوق الأسود) للكاتبة العراقية كليزار أنور، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وهي الإصدار الرابع للمؤلفة بعد مجموعتيها القصصيتين (بئر البنفسج/ 1999) و(عنقود الكهرمان/2006) ورواية (عجلة النار/2003).

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
أخرجوا التي قبلي من غرفة العمليات كانت فاقدة الوعي ممددة على سدية تجرها إحدى المعينات·· أدخلتها المصعد لتأخذها إلى فوق· سألتني الطبيبة التي يسترسل شعرها الذهبي كحقل سنابل على أكتافها:
 
- بماذا تشعرين؟
 
أجبتها بخوفٍ حقيقي:
 
- قلبي يدق بقوة·
 
فردت بابتسامة لطيفة:
 
- وهو المطلوب·· وهل تريدينه أن يتوقف·
 
هي لا تعرف كم هذه النقطة فاصلة في حياتي· كنتُ أرتجف من البرد· هل هو القلق؟ لا أدري! قرأتُ -في سري- كل ما أحفظه من آيات قرآنية وأدعية·
 
جاءت الممرضة ووضعت (كانولة) في يدي اليسرى مع دعاء تسمعهُ من كل مَن يقابلك في هذا المشفى: الله يجبر بخاطرك دعاء جميل، فعلاً الله يُجبر بخاطرنا· وسحبت العربة أمام الغرفة رقم (1)· خرج الدكتور الذي يعالجني· سلمَ عليّ بلطفٍ شديد -وهو يفعلها مع الكل- وقال: الله يطعميكي صبي فرددت: إن شاء الله·
 
اليوم يوم السحب· سحبوا قبل قليل الحيامن من زوجي·· والآن سيسحبون البويضات الناضجة مني· أدخلتني المعينة غرفة العمليات وساعدتني بالاستلقاء على طاولة العمليات·· وضعت ذراعيّ على ذراعي السرير وساقيَّ على سواعد مرفوعة·· ووضعت ماسكة في سبابتي اليسرى، هذه الماسكة متصلة عبر سلك كهربائي بجهاز أسود له شاشة مستطيلة تمر عليها إشارات· نظرتُ إلى الساعة - المعلقة على الجدار مرسوم عليها شعار المشفى -أُمٌ تحتضن طفلها، جسدان لنصفين علويين يشكلان كرة متصلة من الأسفل· معنى مجازي رائع·· إنهُ الفن!- عقرباها يشيران إلى الثانية ظهراً· وتركتني وحدي·· تأملتُ ما حولي بشيءٍ من الخوف، أو ربما الذعر، فهذه المرة الأولى في حياتي التي أُمدد على طاولة العمليات· غرفة جدرانها مطلية بالبياض، كل ما فيها أجهزة طبية ودوارق مليئة بالمعقمات، غرفة مكيفة، هواؤها منعش بمعطرات طبية لها رائحة الليمون· على الجدار الذي على يميني نافذة صغيرة مربعة الشكل مغلقة ببابٍ من الألمنيوم· لم يدق قلبي مثلما يدق اليوم، ما باله يسرع بالدقات!

الصفحات