المجموعة القصصية "هي قالت هذا"، 22 قصة انطوت تحت ثلاثة عناوين هي "أنفاس الليل.." و"أظافر صغيرة.." و"إذعان صغير" حيث ضم القسم الأول سبع قصص منها، أما القسم الثاني فاحتوى على ست قصص منها - كما ذكرت جريدة "السوم" السعودية - "أظافر صغيرة وناعمة" و"حالة فصام" و
أنت هنا
قراءة كتاب هي قالت هذا
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
ظللت أسير باتجاه الضوء الفضي الواسع في قبة السماء، وفي رأسي تدور حكايات كثيرة عن أولئك الذين خرجوا من بيوتهم ولم يعودوا ·· صاروا في عداد المفقودين، وبدأت أهذي بكلمات غير واضحة، صوت يخرج من داخلي يشعرني بالهزيمة واليأس · لو أن يدًا ضخمة تقلني الآن إلى حضن كفها الدافئ، ثم ترمي بي على سطح بيتنا، لو أن نهارًا يعجل بصباحه، الآن، لكي أعرف أين أنا، أين الطريق·
مازال المطر خفيفًا، ومازالت الأصوات المختلفة القادمة من بعيد تتداخل، ومن دون أسباب بدأت أشعر، بعد عشر دقائق من المشي السريع المتواصل، أشعر أنني قريب من مكان ما، كانت هناك مناظر سود بعيدة كأنها جبال، وأحيانًا تبدو كأنها جدران عالية مظلمة، وحين أقترب منها تبتعد، حتى بدأت أسمع أصوات سيارات شحن بعيدة، بالتأكيد أنها تسير على الخط السريع لطريق الرياض القصيم، وبعد لحظات قليلة من المشي والانتباه المركز، اصطدمت بجدار حقيقي، درت حول المبنى الصامت فوجدت به بابًا مغلقًا، ركضت إلى الطريق الترابي المؤدي إلى الطريق العام، مكثت دقائق حتى توقفت شاحنة، ركبت بجوار السائق الهندي وأنا ألهث، ولم أفق إلا وأنا مدثر بغطاء ثقيل في بيتي، وقبل أن أتطامن في نومي العميق، تذكرت حواري مع الطائر المحبوس، حين كنت ضائعًا وسط البراري :
- قال الطائر المحبوس : عد إلى سيارتك ··
- قلت : كيف وأنا فقدتها منذ وقت طويل ·
- قال : من خلال الطريق الذي سلكته سوف تصل إليها·
- قلت : هل أسير ساعة أخرى ؟
- قال : أفضل من المجهول الذي تذهب إليه، الآن، بقدميك·
- قلت : وماذا أفعل بسيارة في حفرة ممطورة ؟
- قال : تنام بداخلها حتى الصباح·
- قلت : بلا غطاء ولا ماء ؟
- قال : أفضل من المجهول الذي تذهب اليه·
كانت أنفاس ليل البراري تضيئ بصخب في نومي المتطامن قليلا·