أنت هنا

قراءة كتاب هي قالت هذا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
هي قالت هذا

هي قالت هذا

المجموعة القصصية  "هي قالت هذا"، 22 قصة انطوت تحت ثلاثة عناوين هي "أنفاس الليل.." و"أظافر صغيرة.." و"إذعان صغير" حيث ضم القسم الأول سبع قصص منها، أما القسم الثاني فاحتوى على ست قصص منها - كما ذكرت جريدة "السوم" السعودية - "أظافر صغيرة وناعمة" و"حالة فصام" و

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
كل الأبواب تفضي إلى أبواب أخرى ··
 
كل الأبواب تفضي الى طرقات مغلقة ··
 
ليس هناك باب يأتي من فراغ ويذهب بك إلى فراغ ·
 
ليس هناك باب يذهب بك الى هناك، حيث حياة أخرى مفتوحة الرحاب ·
 
لكنه يقف متوترًا يقرأ ماضيه، يقرأ وقوفه الأول أمام العالم والناس والأصوات والحياة، والدروب المغلقة، التي أحبطت روحه منذ الصغر، يقف أمام كل باب مسحورا ومبهورا، خائفا مترددا ومتلصصا، يتأمل قدميه الصغيرتين اللتين هدهما تعب قديم، فأصبحتا لا تقويان على الحركة، يحاول تحريكهما فلا يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة، يحاول أن يتكلم فلا يقوى على الكلام، يراقب خطوات البشر في الطرقات المغلقة، بصوت معبأ بالمرارة والبكاء، يراقب حياة تتحرك حوله ويستمع لأصوات متداخلة تأتي من هوة سحيقة في داخله، يظل هناك حذرا وبعيدا ومرتاعا، لا يقوى على الدخول، في انتظار باب يأتي من الفراغ ويدخله، ثم يفضي به إلى فراغات·
 
***
 
يدخل المطعم الصغير المجاور لبيته المتطامن، يجلس في مكانه المفضل جوار الباب الزجاجي المطل على رصيف الشارع، لكي يتمكن من رؤية المطر الخفيف الذي ينزل الآن من السماء الملبدة بالغيوم بعد صلاة الفجر مباشرة ·
 
المطر يغطي زجاج باب المطعم فيبدو مثل لوحة مائية رائعة··
 
عامل المطعم يضع الشاي بالحليب الذي طلبه أمامه، وهو يتأمل العالم الهادئ من حوله، العالم الذي سوف ينطلق بعد قليل لا يدري إلى أين، وفي رأسه أسئلة كثيرة عن الصباح وعن الأبواب المخاتلة الكثيرة في هذا العالم، يسأل وقد ترك خلفه أشياء كثيرة، أبواب الغرف المفتوحة في بيته الصغير، ورائحة الرتابة والملل، ومقاطع حزينة من أغان متقطعة ومبعثرة في الفضاءات الصغيرة المسقوفة، ونوافذ نصف مغلقة ·
 
وبعد قليل سوف يعود لشوارع الصباح من جديد وأبوابها الكثيرة التي تقود، أيضا، إلى محض فراغ مكشوف، ظل يضلل حياته الطويلة، وفي ذهنه باب قديم ظل يطاردة ولا زال يشعر الآن أنه يقف فوق رأسه، مثل رجل، يراقب أحلامه الصغيرة ·

الصفحات