"نساء عند خط الاستواء"؛ مجموعة قصصية سعودية تم منعها؛ نقرأ منها: تنهدت بعمق، تذكرت أوجاعها، تمرغت ثانية في أوحال همومها، نظرت لساعة يدها، ما زال هناك متسع من الوقت لحين رجوع طفليها من المدرسة، شعرت بالضجر، لبست عباءتها، لم تكن تدري أين تذهب، شعور بالقرف وال
أنت هنا
قراءة كتاب نساء عند خط الاستواء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
إيقاعات أنثوية محرّمة
استيقظت مبكرًا على سخونة جسده الملاصق لجسدي، تناهى إلى سمعي صوت المطر المنهمر بالخارج، لم يتوقف عن التساقط منذ ليلة البارحة، ابتسمت، شعرت بسعادة تغمرني من أحداث الأمس، لم أتوقع الإقدام على مثل هذا الفعل· أزحت ذراعه المطوقة خصري برفق، نظرت إلى قسماته النائمة، حاولت إيقاظه بالعبث في شعر رأسه، الداكن اللون· نظر صوبي من تحت جفني عينيه المثقلتين، ثم أدار وجهه عني، مد ذراعه تجاه حقيبة صغيرة موضوعة على المنضدة بجواره، فتحها، غاص بيده فيها، أخرج حفنة من الدولارات، وضعها بجانبي، عاد للنوم مرة أخرى، شعرت بسخونة تسري في شراييني، إحساس بالخزي والعار يتملكني، كأنني أتعرّى من ملابسي لأول مرة في حياتي· لكزته في خاصرته قائلة بنبرة مضطربة ما هذا!! أجابني بصوت ناعس حقك خذيه·· دعيني أكمل نومي·· دقات قلبي تلاحقت، أحسست برغبة في التقيؤ، البكاء، الصراخ، الهروب من هذا المكان الذي غدا مقززا بالنسبة لي· تمنيت لو واتتني الشجاعة لصفعه على وجهه، رميه بأقذع الشتائم، تحاملتُ على نفسي، قذفت بملء يدي رزمة النقود، تبعثرت في أرضية الغرفة، ارتديت ملابسي على عجل، متحاشية النظر صوب الرجل الذي عاد يغطُّ في النوم· صفقت الباب خلفي بعنف، مرددة بوجع لست مومسًا·· لست مومسًا
خرجتُ مهرولة تجاه المصعد، بهو الفندق يعمه الهدوء، مازال نزلاؤه نيامًا، وقفت هنيهة عند بوابة الفندق، لفحتني نسمات الصباح الباردة، لاحظت أن المطر قد توقف عن التساقط، آثرتُ السير على قدميَّ، لأتحرر من كابوس الكآبة الجاثم على صدري· أعشق باريس في هذا الوقت من العام، أشبهها بالمرأة اللعوب التي ترتدي أجمل حليها لتغري القادم إليها· بدا نهر السين منسابا، زاد من تألقه انعكاس ضوء الشمس الذي ما زال يرتدي حلة النوم· من بعيد كانت تتراقص السفن السياحية على جانبي النهر، محدثا التحام قعرها بالماء، نغمًا خافتًا كهمس العشاق· تذكرتُ ليلة الأمس، التقيت به على ظهر إحدى هذه السفن، لفتت نظري أناقته، وسامته، فحولته التي كانت تشع في بؤبؤي عينيه، سيطر عليَّ إحساس لحظتها بأني أعرفه من زمن بعيد، نظرات إعجابي شجعته على الجلوس بقربي، لم أحاول الابتعاد، ازددت التصاقًا به، سألني: قادمة للتنزه، أليس كذلك؟ أومأت برأسي إيجابًا قائلة: أعشق باريس في فصل الخريف، أراها تتحرر من جمودها، وكبريائها العتيق، تصبح امرأة تلقائية في تصرفاتها، تنساق خلف رغباتها بلا تصنّع قاطعني قائلا بحبال صوتية رخيمة : ما رأيك في تكملة الليلة معي؟ أتمنى أن تكوني لساعات باريسية الهوى!! لم أجبه، تأملته بملء عينيَّ، ابتسمت له ابتسامة ذات مغزى، كانت في أعماقي رغبة لعصيان كل قواعد المحظورات في أعماقي·