أنت هنا

قراءة كتاب مزرعة الحيوان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مزرعة الحيوان

مزرعة الحيوان

لن أزعم أن ترجمتي لرواية مزرعة الحيوان أفضل أو تختلف عن سواها من ترجمات سابقة للرواية، بيد أن ما دفعني الى الاضطلاع بهذه المهمة هو الإساءة التي تعرضت لها هذه الرواية التي استطاع كاتبها بمهارة فائقة ان يجمع فيها بين قوة الموضوع وجمال الصياغة·

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
- دعونا الآن نتساءل عن معنى حياتنا هذه؟ دعونا نواجه الحقيقة؟ إن حياتنا تعيسة ومُستَغَلة وقصيرة، إننا نشقى ونعمل بجد، ونُطْعَم ما يسد الرمق ويحفظ الأرواح في الجسد ليس إلا، وحالما تنتهي الحاجة إلينا سواء بسبب العجز أو المرض نذبح بوحشية·
 
ثم قال وهو يهز رأسه:
 
- لا أعتقد يا أصدقاء أن هناك حيوانًا يعرف للسعادة طعمًا أو للرفاهية معنى·
 
وأضاف بعد أن تفحصت عيناه الوجوه التي غشاها الحزن أمامه:
 
- إن حياتنا بائسة، وهي ليست سوى سلسلة من العبودية والاضطهاد! هذه هي الحقيقة المرة يا أصدقاء·
 
ثم تساءل قائلا: أمن أجل حياة كهذه خلقنا؟ هل حدث هذا لأن أرضنا فقيرة جدباء·· قليلة العطاء، وخيراتها لا تكفي لإطعام من يدب عليها؟! كلا يا أصدقائي كلا!
 
إن تراب أرضنا خصبٌ وطقس بلادنا ممطر، وأرضنا معطاءة قادرة على إنتاج كميات وافرة من الغذاء تكفي لإطعام عدد أكبر من عدد الحيوانات التي تعيش عليها، وبوسعها أن تنتج ما تحتاجه دزينة من الخيول وعشرين بقرة ومئات الخراف، ويمكن أن نعيش عليها في راحة وكرامة لا يمكن تخيلهما·
 
إذن لماذا تستمر هذه الأوضاع البائسة؟ ولماذا نرضى أن يسلب الإنسان نتاج عملنا ويجني ثمار تعبنا؟ ذلك، يا أصدقائي، هو الجواب عن تساؤلاتنا: الإنسان هو عدونا الوحيد·· هذا المخلوق الذي يستهلك ولا ينتج ويعيش على كد الآخرين وعرقهم! فهو لا يعطي الحليب ولا يضع البيض، ولا يستطع سحب المحراث ولا يركض بسرعة للإمساك بالأرانب، ومع ذلك فهو سيد الحيوانات يستغلها للعمل والكد ويسخرها لخدمته وراحته، وفي نهاية اليوم يرمي لها فتات طعام·· ليس حبا فيها وإنما ليبقيها حية·· قادرة على العمل في اليوم التالي·
 
يا أصدقاء، إن قوتنا تحرث الأرض وروثنا يسمدها، ومع ذلك فلا أحد منا يملك أكثر من جلده وهو ينظر إلى البقر قال:
 
- أنت أيتها الأبقار التي أراك أمامي تجترين الطعام من جوفك، كم ألف من جالونات الحليب أعطيوزت خلال العام المنصرم· أين هي·· ماذا حصل لها؟ إن كل نقطة منه ذهبت الى فم عدونا· وأنت أيها الدجاج لم تكوني أفضل حظا أيضا، وتسأل:

الصفحات