في راوية "العباءة"؛ المدينة تغالب نعاسها وتغني ، تستيقظ فيها الحياة صباحاً ، ترقص مع اندفاع السيارات رقصة آلية .، بينما يغط البحر خلف المباني المتراصة مثل تنين نائم .
أنت هنا
قراءة كتاب العباءة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

العباءة
الصفحة رقم: 2
عشر دقائق مرّت ولم تسمع صوت المزلاج· تخطو عائدة نحو الشرفة كي تتأكد أن ما رأت هي سيارة زوجها· تتأملها جيدا، وتؤكد لنفسها:
- نعم هذه الزرقاء وهذا هو القط الأبيض ذاته، المتربع تحت زجاج السيارة الخلفي··!
مرّت ساعة أو يزيد قبل أن يدخل بهدوء عابرا الردهة مقابل الباب· تسمع صوت مفاتيحه وهي تلقى على الطاولة، وغترته وهي تحتك بالشماعة، وقع خطواته وهو يعبر للوصول إلى الصالة ومنها إلى حجرة النوم· يمرّ وهي جالسة تنظر إليه دون أن يتكلم فتبادره:
-أحضّر لك العشاء ؟
-لا (يرد بلامبالاة)·
- لماذا ؟
- أنا مرهق، وورائي عملٌ كثير·· سأنام (يجيب بسرعة، دون أن يلتفت إليها)·
تركض مسرعة نحوه، قبل أن يغلق الباب خلفه وتسأله بحدة:
- أين كنت طوال الوقت ؟
- عند أصحابي·
- لكنّي شاهدتك تركن سيارتك منذ ساعة وتدخل العمارة··؟!
يلتفت نحوها ويقول بغضب:
- يعني حضرتك تراقبينني؟
-لا أنا كنت قلـ·······
يقاطعها صارخًا :
- يا حقيرة أنت تراقبينني؟!
- أنا لست حقيرة· أنا···(أنت الحقير) قالت في نفسها، وهي تبتعد بجذعها نحو باب الحجرة، يهجم عليها ممسكا بخناقها وبهمس يسأل:
- أنتِ ماذا ؟