المجموعة القصصية "في انتظار الغريب" للكاتب العراقي محمود البياتي الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2008؛ هي مجموعة قصصية تتمتع بأسلوب شعري ولغة ثرية وفنية عالية، يرسم فيها الكاتب عالمه الداخلي ويعبر فيها عن تجربة عمر من الغربة والبعد عن الوطن.
أنت هنا
قراءة كتاب في انتظار الغريب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
قلــق
في مواجهة هذا الاحتمال أو ذاك، تجد الذات العاشقة نفسها منجرفة بالخوف من خطر أو جرح أو هجر أو تحول· هذا الشعور تعبر عنه بكلمة قلق·
1- هذا المساء، عدت وحدي إلى الفندق، قرر الآخر أن يرجع في وقت متأخر من الليل، وها هي طعوم القلق (الغيرة والهجر وانشغال البال) حاضرة منذ وقت هنا، كما السم الجاهز، ترتقب فقط تصرم بعض الوقت حتى تستطيع الإعلان عن نفسها بلياقة· أتناول··· بهدوء *كتابا ودواء منوما· صمت هذا الفندق الكبير صاخب، لا مبال، أبله (خرير بعيد لمغاطس تفرغ)· الأثاث أحمق، المصابيح حمقاء، لا شيء أليف يمكن الاستدفاء به· القلق يتنامى· أراقب تصاعده وأشعر به (وأنا اقرأ) كما كان سقراط يشعر، وهو يثرثر مازحا، صعود برد السم إليه، أصغي إلى التحلق يعلن عن اسمه ويتعالى مثل صورة لا ترحم مطروحة على خلفية الأشياء التي هنا·
(وماذا لو نذرت أمنية من أجل أن يحدث شيء ما ؟)·
2- يعيش مريض الذهان في خوف من الانهيار (فالذهانات على أنواعها قد لا تكون إلا شكلا من أشكال الدفاع)· لكن *الخوف السريري من الانهيار هو خوف من انهيار اختبر من قبل (···) وثمة أوقات يحتاج فيها المريض لأن نقول له إن الانهيار والخوف منه، هذا الخوف الذي ينخر حياته، قد حدث من قبل*;· كذلك الأمر بالنسبة إلى قلق الحب: إنه الخوف من حداد حدث في ما مضى، منذ ابتداء الحب، منذ اللحظة التي افتتنت· ربما ينبغي على أحدهم أن يقول لي: *لا تستمر في القلق، لأنه سبق لك أن فقدت حبيبك (حبيبتك)*;·
*