أنت هنا

قراءة كتاب بروج وأسماء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بروج وأسماء

بروج وأسماء

رواية "بروج وأسماء" للكاتب د. أمجد نواس، نقرأ منها مقطعًا من برج الحقيقة:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: أمجد نواس
الصفحة رقم: 9
أما الفريسة الثالثة فكان الإنقضاض عليها مؤجلاً إلى بداية الأسبوع الثاني، أعدت الشباك اللازمة لاصطياده، ذهبت مبكرة إلى قاعة المحاضرات كي تجلس في المقعد الذي كان يحب أن يجلس عليه في الصف الأمامي الأول من القاعة، إنتظرت إلى أن دخل لحظة بدء المحاضرة ثم جلس إلى جانبها دون أن يكترث بها، لم يلتفت إليها ولم يلقِ عليها تحية الصباح.
 
بدأ منذ لحظة جلوسه يتصفح كتابه، يقرأ ما كان قد دوّن على هوامشه من ملاحظات وأسئلة تخص المحاضرة التي لم تكن تعرف حول ماذا كان موضوعها؟! بقيت طيلة المدة المخصصة للمحاضرة تراقب خطه الجميل وهو يكتب، تنظر إلى أظافره المقلمة، تشم رائحة عطره، تتنسمه في أعماق أنفاسها ولا تزفره.
 
أزاحت من أعماقها الظلمة، أحست عندها بشيء غامض نبت في داخلها، تسارع جريانه داخل الأنابيب المتشابكة في أعماقها وأدى إلى إزدياد خفقان قلبها، أدارت وجهها نحوه، إختلست النظر إلى تصفيف شعره الأسود المائل إلى البني وإلى عيونه الصغيرة فصاحبها لابد أن يكون ذو حساسية مرهفة وذكي، ثم تمعنت في هندامه المكوي بدقة متناهية.
 
كانت تفكر طيلة الوقت باسمه وتشعر بروحه تنسل إلى مسامات جسدها إلى أن إنتهت المحاضرة، بدأ الجميع يهم بالخروج، لم تدعه يفلت بسهولة، بادرت كعادتها بسؤاله عن اسمه فقال لها بعد أن نظر اليها لأول مرة بأن اسمه فواز، قالت له فوراً اسمها ثم أمطرت عليه سيلها المعتاد من الاسئلة بطريقتها الخاصة وهي تسير إلى جانبه بإتجاه ساحة الكلية حتى عرفت منه كل ما تريد، له أخ واحد دون أي أخوات، والده صاحب شركة كبرى ووالدته مديرة لفرع أحد المصارف المعروفة، يسكن في إحدى المناطق الراقية وينتمي إلى برج الأسد.
 
قررت "أسماء" فوراً بعد أن شعرت به إختياره لأن يكون فارس خيالها في أحلامها، فقبل هذا اليوم لم تكن معالم وجه ذلك الفارس واضحة بل كانت ترى أدواته من فرس وسيف، أما من الآن وصاعداً سوف تراه بكامل ملامحه وبالألوان، سيصبح حلمها دافئاً ناعماً كحبات المطر في أول الخريف.
 
جسد يكتنفه الضياع، قررت إرتكاب معصية التورط بالحب، أجبرته في اليوم التالي على إلقاء تحية الصباح عندما جلس إلى جانبها في مقعده المعهود حين كانت تنتظره وكأنها تحجز المكان له، لم يختلف ذلك اليوم عن سابقه إلا أنها كانت تكتب وتتابع المحاضرة كما يفعل فارسها، ثم فرضت نفسها عليه حين أصبحت تجلس يومياً إلى جانبه، تسير معه إلى الساحة ولا يفصلهما عن لقاء بعضهما إلا موعد إلتقاء "الشلة" المعهود في فترة منتصف اليوم وقبل المغادرة ببعض الوقت.

الصفحات