قراءة كتاب مفردات العالم الروحاني وصلته بالعين والسحر والأبراج والروح والجان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مفردات العالم الروحاني وصلته بالعين والسحر والأبراج والروح والجان

مفردات العالم الروحاني وصلته بالعين والسحر والأبراج والروح والجان

مفردات العالم الروحاني وصلته بالعين والسحر والابراج والروح والجان   
تأليف: أبو الحسن عبد الله الشامي
الناشر: دار الرقيم - العراق (2008)

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3
من تلك النصوص القرآنية والنبوية يتضح أنه من المعلوم من الدين بالضرورة وجود هذا العالم (أي عالم الجن) الذي يعيش معنا على هذا الكون. ويقول الإمام ابن تيمية: (لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن وجمهور الكفار (والملل الأخرى) لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء تواتراً معلوماً بالاضطرار يعرفه الخاصة والعامة ولم ينكر الجن إلا شرذمة قليلة من جهّال الفلاسفة ونحوهم)( ).
 
والجن أكبر قدرة من البشر على تحمل الأعمال الشاقة الصعبة وأقوى جسداً وربما أوسع علماً، ومنهم الصالحون ومنهم الفاسدون، ويأكلون ويشربون، ولهم قدرة خارقة على الإتيان بالخوارق والسفر إلى مسافات طويلة جداً في وقت قصير جداً، ويختلفون عن الإنس والملائكة بقدرتهم على التشكل بما يشاءون، وهم عالم غير مرئي محجوبون عن الأبصار، إلا أن الله سبحانه يختص برؤيتهم من يشاء، كما في حديث النبي  عن العفريت المتفلت وجن سليمان ، فهم موجودون بلا ظل غير قابلين لرؤية البشر لهم، وقد يراهم الشخص الممسوس منهم، وهم فضلاً عن قابلية التشكل، يستطيعون أن يدخلون ويخرجون في أي جسم كما يشاءون إلا من عصمه الله وحفظه بالإيمان والصعود في مدارج الزهاد والصالحين قال تعالى: أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم...( ).
 
خلق الجن من نار كما خلق الإنسان من طين، وهناك نصوص عديدة في القرآن والسنة تصف خلق الجن من نار.
 
قال تعالى على لسان إبليس:
 
 أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ( ).
 
وقوله تعالى:  وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ( ).
 
والجان هو أبو الجن كآدم أبي البشر. والمارج هو اللهب الصافي من النار وطرفه.
 
وقال تعالى:  وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ. وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ( ).
 
والسموم هي الريح الحارة والحر الشديد، وقد ورد أنها من لفح جهنم.
 
قال عبد الله بن مسعود: هذه النار جزء من سبعين جزءاً من السموم، وهناك قول لبعض العلماء أن نار السموم هي ناتجة من نار الشمس أو الصواعق.
 
والجن يطلق على عموم الجنس، وقد خلق من نار ثم تطور خلق الجن بطريقة التناسل، كما تطور خلق الإنسان من الطين الذي هو مزج التراب مع الماء، ثم ترك فصار لازباً ثم مسنوناً، ثم حمي فصار صلصال كالفخار، فكان خلق آدم من هذه الأطوار ثم تناسل بنيه، كذلك خلق الجن من نار، ثم تناسل بني الجان إلى قبائل وشعوب وألوان وأجناس وأقوام.

الصفحات