أنت هنا

قراءة كتاب عودة لقمان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عودة لقمان

عودة لقمان

"عودة لقمان" مجموعة قصصية للكاتب الأردني الراحل أديب عباسي، الصادرة عام 2003 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
نجاح الأحمق
 
رأت النملة الأرضة تعالج الحجر لتقوضه، فقالت : يا هذه أنه الصخر الأصم، أم لا تبصرين؟ فردت الأرضة: بل لعلك لا تعلمين، فقالت النمية: بل أعلم، فانت تقرضين الخشب وتقرضين العظم وتقرضين الشجر وترضين البيوت والمدائن إن كانت من خشب مادتها، ولكنه هنا الحجر يا هذه، ولا شيء غير الحجر· فردت الأرضة: من يصنع كل الذي ذكرت والذي لم تذكري فلن يعجزه شيء· فاكفيني مؤونة تطفيلك أيتها النملة وامضي لشانك·
 
ولم تشأ النملة أن تطيل الوقوف بعد الذي سمعت، وانصرفت وهي تقول: أحسب أنني سأرى الحمقاء في الغد جثة باردة أو بفكين مهشمين إن سلمت من الموت على هذا القرض المبيد·
 
ولما مرت النملة في الصباح الباكر حيث رأت الأرضة تقرض الحجر أول الليل رأتها هي وعدداً كبيراً من الأرض جثثاً هامدة أو في نسيس (1) من الروح يوشك أن يزول· فمضت النملة وهي تقول: إن نجاح العاقل يزيده علماً بقدرته وحدود هذه القدرة، فلا يتهور ولا يتصدى لما لا يطيق ويحتمل· أما الأحمق الجاهل فيرى على النجاح يزداد غروراً وافتتاناً بقدرته ويعود لا يرى حداً لهذه القدرة تنتهي عنده ولا أمداً تقف من دونه، فيقدم حيث يجب الأحجام ويصر حيث يجب اللين والمهادنة، فيجيئه الهلاك من جانب القدرة التي لم تجد عقلاً يسدددها والنجاح الذي لا يحسن التفريق بين الإمكان والاستحالة: إن نجاح الأحمق النجاح الحليل يغريه بالمستحيل، والمستحيل أبداً أغلب·

الصفحات