قراءة كتاب عودة لقمان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عودة لقمان

عودة لقمان

"عودة لقمان" مجموعة قصصية للكاتب الأردني الراحل أديب عباسي، الصادرة عام 2003 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
وفي مجموعي العربية والانجليزية نحو ستين أقصوصة أو دون ذلك بقليل كانت نواتها مثلاً عامياً سمعته أوقرأته في صحيفة أو كتاب· وفي هذا الجزء الذي أقدم الآن نحو عشر قصص ترجع إلى مثل هذه الأمثال، والذين لم ينقطعوا عن بيئتهم في الأردن يستطيعون أن يهتدوا إليها بسهولة ويروا مقدار صلاحها لتكون أساساً لحبكة ناجحة تبرز فكرة فلسفية أو أدبية أو خلافها·
 
وأعود بعد هذا الاستطراد القصير إلى الحديث عن مجموعتي هذه وأشير إلى أن عناوينها كلها، ما عدا قلة قليلة جاءت شطرة من بيت أو قولاً مأثوراً مشهوراً، هي مما لخصت به عبرة الاقصوصة أو حكمتها أو فلسفتها، أو ما شئت فسمها، وهذا لا يعني أن كل أقصوصة من هذه الأقاصيص أجريت هذا المجرى، فإن بعضها جاءت عبرته زو مغزاة ي ختامه كلما، جرى على ذلك ايزوب وابن المقفع ولا فونتين في أكثر ما قصوا، وبعضها الآخر تركت فيه استخراج العبرة زو الفلسفة التي أتوخى لفطنة القاري، فلا تفوته لذة الاستكشاف واصطناع الخيال للوصول إليه·
 
وأود قبل الانتهاء من هذه المقدمة أن أوجه كلمة إلى أبناء الأردن خاصة، وهي أنني أؤمل أن يكونوا أكبر ثقة بأنفسهم وأنقى دواخل وأشرف بواطن من أن يحسبوا كل مغزى موجهاً إليهم بالذات وكل طعنة مسددة إلى صدورهم لا إلى صدر أحد غيرهم، فلا يصدق عليهم حينئذ المثل الأردني المعروف كل وسخ في البلد ياخذ المعنى عليه، فيصدق عليهم بعده القول المأثور كاد المريب أن يقول خذوني إنني كتبت هذه الأقاصيص في العربية والانجليزية علي السواء والنماذج العالمية لا سواها وأعمالها وصفاتها أمامي، لا النماذج المحلية الأردنية· فليكن الأردنيون أكرم نفوساً وأصفى طباعاً وأنقى ضميراً من أن يحسبوا أنفسهم هم المعنيين بهذا المثل أو ذاك المثل مما سيقرأون·
 
وأخيراً، أو قبل الأخير، أهيب بالسارقين والمتسترين على السارقين ممن سطوا على هذه المجموعة أو سطا غيرهم عليها لحسابهم، وسطوا على شقيقتها الانجليزية كذلك، وسطوا على غيرهما من إنتاجنا الأدبي أو العلمي إن هذه فرصتكم أيها اللصوص وأعوان اللصوص، فآروني وجوهكم إن كانت بقيت لكم وجوه، واتركوا الائتمار والتدبير من وراء الأستار أو الضرب والطعن خالين إلى أنفسكم وإلى المعجبين والمعجبات ببراعتكم في اللص والاستراق دون أن تروني أو أراكم: هذه فرصتكم يا هؤلاء، فأروني وجوهكم إن كنتم تؤمنون بصدق ما تقولون وتدعون·
 
وفي الختام لا يسعني إلا أن أشكر السيد سلوم الحلو صاحب مطابع الحسين في مدينة عمان لنبالة قصده وأريحيته لما أخذ على عاتقه بالاشتراك مع الشاب الشهم السيد يوسف سليمان عباسي طبع هذا الجزء على نفقتهما، بعد أن حفيت قدماي دون جدوى وأنا أدور بمخطوطته أو غيرها من إنتاجي الأدبي أو العلمي على مطابعنا العربية في فلسطين والأردن وسوريا أو أكلف من يدور بنماذج منها على المطابع، ثم بعد أنت أملني وأبرمني إلى حد التغثية الشديدة المتبرعون بالطبع باللسان، فإذا جد الجد وقلت هيا إن كنتم صادقين، تقاعسوا واعتذروا أو غابوا عن عياني ومشاهدتي غيبة غراب نوح فإلى هذين الشابين الشهمين شكري مرة أخرى مضاعفاً، غير مضنون به ولا مقسور

الصفحات