تجتمع الفنون جميعها في فن واحد تنضوي تحت عباءته، وتقدّم نفسها في رسالة واضحة الدلالة؛ الوحدة، والتعاضد، والتعاون. تجتمع مكوّناته الأساس لتكون فنًّا واحدًا يخاطبنا، ويمتّعنا. يضحكنا ويبكينا. ينتقد سلوكاتنا السلبية ويثني على الإيجابية.
أنت هنا
قراءة كتاب أبو الفنون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
"مش هيك يا بلد" و"قفل 12 طقة"
ناقشت ندوة اليوم السابع نصين مسرحيين للكاتب عزام توفيق أبو السعود صدرا في كتاب العام (1999) يحمل اسم "مش هيك يا بلد"، ووقع في (87) صفحة من الحجم المتوسط، وقدم له د. عبد اللطيف البرغوثي، وصمم غلافه رسام الكاريكاتير الشهير بهاء الدين النجار.
سمير الجندي:
شخّص لنا الكاتب حالة اجتماعية واقتصادية، فمثل بعض الواقع المزري الذي يعيشه هذا البلد من تفشي ظاهرة البلطجة، والتسلق، والانتهازية، والاستغلال البشع لمراكز السلطة، الأمر الذي وسع الفجوة كثيرًا ما بين الجماهير وأصحاب القرار خصوصًا المستفيدين والمستغلين منهم.
لغة هذه المسرحية سهلة، مناسبة، والحوار معبر وموصل للمعنى المقصود، وأعتقد أن الكاتب نجح جدًّا في استخدام الألفاظ المناسبة التي توصلنا إلى المعنى، ومعنى المعنى المقصود والمستهدف من الحوار.
أسلوب المسرحية هزلي، يهدف إلى إثارة الضحك والسخرية مع أنه جاء كسلاح نقدي اجتماعي، وقد نجح الكاتب في استخدام هذا الأسلوب.
بدأ الكاتب المسرحية في بيت فقير معدم، حتى جاءت زوجته التي عرفت من أين تؤكل الكتف، واتفقت مع أستاذ الجامعة (د. عايش، الذي لا يمثل في حال من الأحوال ولو الحد الأدنى من المعلمين أو الأساتذة، فهو إنسان مستغل، يستخدم قدراته في صياغة المشاريع الوهمية لجمع الثروات والأموال، مستعينا بإحدى الشخصيات الأجنبية التي هي، أيضًا، لا يعنيها شيء سوى جمع الأموال على أكتاف هذا الشعب، وهذه القضية، ليتحول المشهد من بيت فقير معدم إلى قصر وارف الظلال بأثاث لا يملكه إلا أصحاب الأمر والنهي.
وفي النهاية، فإن الكاتب كان دقيقًا جدًّا في إبراز لحظة التنوير التي تسبق النهاية، وذلك من خلال الحوار الذي دار بين كوثر ود. عايش والحاج درويش وسليم، حين كشفت موقف كل واحد فيهم بعد أن اتفقوا على عزل عبد العظيم من منصب رئاسة إدارة المؤسسة، وكأنهم صورة مصغرة عن الوضع الذي وصلت إليه حالتنا.
الأحداث كانت متسلسلة، والحبكة متماسكة، وكل الشخصيات في القصة اختيرت بعناية، وأدت دورها بشكل ممتاز.
أما من ناحية اللغة، فقد استخدم الكاتب اللهجة العامية التي خدمت أهداف الكاتب، وخدمت الحوار بشكل جيد جدًّا، فلا أعتقد أن اللغة الفصحى كانت لتنجح في مثل هذا الحوار المسرحي الهادف.
"قفل 12طقة"
لم تكن بمستوى "مش هيك يا بلد"، فقد أكثر الكاتب من السرد على لسان الشخصيات الأمر الذي بث الممل في نفس القارئ، ولم يؤد الحوار الهدف المرجو منه. (انظر الصفحات من 52،56،58،59).
لم تكن الإشارة للنهاية موفقة، فلم تكن مقنعة بأي حال، وقد أكثر الكاتب من الإسهاب.
محمد موسى سويلم:
مش هيك يا بلد.
طيب كيف بدك إياها؟ وما هي معايير الإصلاح؟ وهل هي من الداخل أم من الخارج؟ وهل هي مفروضة علينا أم نحن نتحكم بها؟ صدق المثل أم لم يصدق: