رواية "الشام مهجتي" هي الراوية الثانية في رصيد الكاتبة السورية نازك دلي حين، وهي تسرد وضع المرأة المطلقة خاصة وعلاقتها بالرجل، توزعت الرواية في 12 فصلاً، نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب الشام مهجتي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الشام مهجتي
الصفحة رقم: 4
ـ3ـ
الفصل الأول
هل أتاك حديث دار"عبد الله جمال" في حي الشاغور ، التي تشمخ وسط حديقة غناء حافلة بالخضرة ، زاخرة بالشجر ، غنية بالثمر، تلفها أيكة من شجرات الحورالباسقة ، ويتسلق جدرانها اللبلاب الذي يغطي نوافذها ، تدغدغه النسائم التي تتداعى لها الأغصان وتهتز طرباً ، كأنها ترفع لها تحية المجد ، وتؤدي لها واجب الاحترام.
تجلت الدار ببهائها الخاص الذي يميزها عما سواها من البيوتات في ذلك الحي المجاهد ، إذ يعود بناؤها إلى العهد المملوكي ، فهي تواجه الناظر إليها ببوابة ضخمة ترتفع إلى علو شاهق ، وتضم باباً أصغر لدخول أهل الدار والزائرين ، فإذا دخلها الداخل ، فقد نعم بجنة تجري من تحتها الأنهار، الصحن المشرق الذي يضحك فيه الزهر ، وتسبح الطير، ويبسم الرخام ، وتزهو النقوش والآيات على الجدران ، يقوم في صدره الإيوان العظيم ، وتطل عليه الغرف المشمسة الدافئة فهو مشتى ومصيف ، وهو نزهة وسكن ، والبركة يتدفق منها الماء ويثب على حافاتها ، وفي وسطها فسقية ذات نوافير تصدح بأجمل الألحان وينتشر رذاذها الذي يبعث الحياة في جوانب الدار، وهي ترتوي من البركة الحسناء ذات البهجة والجمال ، وفي ساحتها تصطف أصص الورود والزهور ويعرش الياسمين والفل على جنباتها.