رواية "الشام مهجتي" هي الراوية الثانية في رصيد الكاتبة السورية نازك دلي حين، وهي تسرد وضع المرأة المطلقة خاصة وعلاقتها بالرجل، توزعت الرواية في 12 فصلاً، نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب الشام مهجتي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الشام مهجتي
الصفحة رقم: 5
ـ4ـ
كل ذلك في تنسيق رائع يأخذ بمجامع القلوب ، ويتصاعد منها أريج عبق يحمل في ثناياه ذكريات ماض عريق يسجل تاريخ النضال ضدالمستعمر ، حيث الحياة تعانق الموت ، وزغاريد النصر تتشح بالسواد.
بينما يقيم في صدرها ضريح لشهيد العائلة المغفور له "جمال" الذي تحيط بمثواه الزهور المتفتحة على مدار العام ، وهي ترسم صورة بهية منسقة بالأشكال الزاهية ، وكأن المجد يُتَوَّجُهُ بوسام الشرف ، ويرصعه بأكاليل الخلود. وقد أرسلت شجرة النارنج الوادعة ، والعرائش المتدلية من السطح العلوي فيء ظلالها الوارفة ليهنأ بطمأنينة الأبرار ، وكأن أهل الدار الباقين على قيد الحياة يقدمون له تحية المحبة والإجلال والإكبار صباحاً ومساءً.
لقد شهد البيت عزاً عريقاً لم تزل عامرة به القلوب ، ماثلاً في الأذهان يخلد تاريخاً أصيلاً يتلألأ كمصباح في زجاجة تستمد زيتها من معين الخلود ، ويضيء ذكريات مجيدة كانت ماثلة في الصالة المجاورة للضريح التي كانت تحفل يومياً باجتماع العشرات من رجال الثورة ، وقادة القوى الوطنية ، مؤكدين تصميمهم على خوض معركة النضال مهما غلت التضحيات وادلهمت الخطوب.
هنا كان "عبدالله" يهزالأرض بعصاه بعد أن أصيب في قدمه بعيار ناري أطلقته عليه إحدى الدوريات الفرنسية وهو يقوم بمهمة مقدسة لمساعدة الثوار في عملياتهم البطولية ، وقد خلفت له إعاقة دائمة تشهد بكفاحه وتشير إلى جهاده في سبيل مجد الوطن واستقلاله.

