رواية "الشام مهجتي" هي الراوية الثانية في رصيد الكاتبة السورية نازك دلي حين، وهي تسرد وضع المرأة المطلقة خاصة وعلاقتها بالرجل، توزعت الرواية في 12 فصلاً، نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب الشام مهجتي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الشام مهجتي
الصفحة رقم: 9
ـ8ـ
في صالة البيت جلس "فؤاد" بجانب أخته "اعتدال" ، تلك الصالة التي ذخرت بالتحف الثمينة ، واللوحات الفنية الرائعة وهما يتجاذبان أطراف الحديث في أثناء تناولهما قهوة الصباح المنكهة بحبات الهال.
وأسر"فؤاد" إلى أخته بما كان يخامره من شعور بأن "سارة" ليست على ما يرام!
وتساءل هل اعترى علاقتكما شيءً من الفتور؟!
أجابته "اعتدال" : بقلق ، وقد احتقن وجهها وبدت عليها علائم التوتر!
إنني أعتبر"سارة" بمثابة ابنتي ، وأحمل لها في قلبي أعمق مشاعر المحبة الصادقة ، ونحن على وئام تام ، ولكن قل لي ماالذي جعلك تظن بأن ثمة شائبة تعكر صلتنا؟
فأجابها "فؤاد" : ألم تلاحظي أمس كيف انصرفت إلى النوم باكراً! ولم تكن خلال السهرة تشاركنا الحديث؟ بل لم تلق علينا تحية المساء عند مغادرتها الغرفة!
وهنا أدركت "اعتدال" أن ما يبدو على "سارة" من تغير مزاجها واكتئابها مرده إلى أنها في شوق إلى أمها ، إذ مضى عليها عامان دون أن تراها ، ثم أوضحت "لفؤاد" قائلة: أنت تعلم يا أخي أنه مهما توثقت علاقتنا فإن ذلك لا يساوي قطرة من بحر حنان الأم أليس هذا هو جوهر الحقيقة؟!
فأمّنَ "فؤاد" على كلام "اعتدال" ، وشعر بالحيرة تملأ جوانحه وتغلق نوافذ تفكيره. وأردفت "اعتدال" قائلة: إنه لا يمكننا أن نحل في قلبها مكان أمها أبداً.
وتابعت قائلةً: أنا أثق برجاحة عقل "سارة" وتفهمها لواقع الحال ، فهي قادرة على مواجهة الظروف الصعبة التي أحاطت بأسرتها. ثم اردفت قائلة: