رواية "الشام مهجتي" هي الراوية الثانية في رصيد الكاتبة السورية نازك دلي حين، وهي تسرد وضع المرأة المطلقة خاصة وعلاقتها بالرجل، توزعت الرواية في 12 فصلاً، نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب الشام مهجتي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الشام مهجتي
الصفحة رقم: 6
ـ5ـ
وكان أهل الدار يشعرون بروحه التي لاتزال ترفرف محلقة في فضاء الدار وتضفي عليه جواً من الإلفة وسعادة الخلود. ومازال أهل الشام يدينون "لأبي جمال" و يقرون بأفضاله عندما كان يحيط دروب المجاهدين بالورود ويكلؤهم بعين الرعاية وكريم العناية ، ويمدهم بالسلاح والذخيرة بالتعاون مع أمثاله من الوطنيين الأحرار.
وهذا مالفت أنظار السلطات المستعمرة ، حين تناهى لأسماعهم مايقدمه للثوار من مساعدات مادية ومعنوية ، فضلاً عن رص صفوفهم ، فكان ذلك سبباً في استدعائه مراراً من قبل السلطات الفرنسية للتحقيق معه تحت التعذيب ، ولكنه ظل صابراً محتسباً ولم ينبس بكلمه تكشف سر الثوار شأن الرجال الكرام. وقد استطاع بذكائه أن يسدل ستاراً كثيفاً على تحركاته تفادياً من الوقوع في براثن السلطات المستعمرة ، إلى أن آتت الثورة أُكُلَها اليانعة برحيل آخر جندي فرنسي عن سورية عام 1946 ، بعد أن سالت دماء الثوار عزيزة غالية تروي أرض الوطن لتزهر قوة وصموداً.
وقد عاشت غوطة دمشق ساعات عرسها ، وتعالت زغاريدها ، وصدحت أهازيجها الرائعة مكللة مجد الثوار برايات الحرية إثر نضال استمر عقوداً من الزمن قدم فيها الشعب تضحيات حفظها لهم تاريخ شامخ بالمجد والفخر غداة جهاد حاسم لم يشهد تردداً ولا خوراً ولا ضعفاً.
رحل "عبد الله" قبل نهاية الثورة ، بيد أن منزله ظل رمزاً للوطنية الصادقة ، إذ أصر الابن الأصغر"فؤاد" في تلك الحقبة ، بعد أن تخرج من كلية الحقوق ، على الثبات على نهج أبيه المجاهد مستمراً على الاتصال بقيادة الثورة ودعم مسيرتها إيماناً منه بها ووفاء لذكرى والده وتحقيقاً للأهداف المثلى التي حرص ذلك الوالد العظيم على بلوغها حتى انبلج فجر الحرية وسطعت شمسها في أرجاء الوطن.