أنت هنا

قراءة كتاب أفكار بعد منتصف الليل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أفكار بعد منتصف الليل

أفكار بعد منتصف الليل

كتاب "أفكار بعد منتصف الليل" للكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي، تقول في مقدمته: "بين يديك نصوص.. لم أعدها في أي يوم من الأيام كمقالات رأي... نصوص عن الإنسان وتطور البشرية، ستجد عدة موضوعات مختلفة لكنها تصب في الإنسان ومبادئه، والمفارقات التي عاشها..

تقييمك:
3
Average: 3 (2 votes)
الصفحة رقم: 6
مقارنات
 
بالنسبة لعلوم أخرى كالكيمياء فالمقارنة بين علماء العرب والغرب قد تكون خير برهان على دور علمائنا في إثراء بحر هذا العلم .
 
على سبيل المثال، لنقارن بين العالم الفرنسي لافوازييه والعالم العربي جابر بن حيان، كلاهما لقب بـ”أبو الكيمياء” وكلاهما كتب التاريخ عنهما أنهما أسسا هذا العلم وأخرجاه من بوتقة السحر والشعوذة لعلم راسخ له قوانينه.. لكن جابر بن حيان عاصر الدولة العباسية.. أما لافوازييه .فقد عاصر حكم ماري انطوانيت والثورة الفرنسية، وبالتالي يتبين أن جابر بن حيان أقدم وأعرق وأسبق للكيمياء من لافوازييه.. على صعيدٍ آخر، الفيزيائيون يمجدون العالم نيوتن وقوانينه التي أثرت فضاء الفيزياء، لكن رغم إنجازات نيوتن العبقرية يظل العرب سباقين في الفيزياء أيضاً.. فالقانون المعروف بـ”قانون نيوتن الأول للحركة” والذي ينص على أن الجسم يبقى على حاله من سكون أو حركة منتظمة في خط مستقيم ما لم تجبره قوة خارجية على تغيير حاله. هذا المبدأ اكتشفه العالم العربي ابن سينا قبل نيوتن بستة قرون!! ونظريات انكسار الضوء المنسوبة للعالم سنِل اكتشفها العالم العربي ابن الهيثم قبله، بل إن سنِل نفسه لجأ لدراسات وأبحاث ابن الهيثم في مجال الضوء.
 
قد يرى البعض أن مثل هذه الكلمات انتهى وقتها وبتنا في زمن يعتبر فيه العالم قرية صغيرة وذلك بفضل وسائل الاتصال الحديثة والتقنيات المتطورة باستمرار في مجال شبكة الإنترنت والبرمجيات وعلومها، وهذا القول يحتمل الصواب إلا أنه من الخطورة تعميمه والتسليم به فهو صحيح في جانبه التقني ومساعدته للإنسانية لمزيد من التواصل والتلاحم فيما بينها، كما أن هذه الوسائل الحديثة ساعدت في تنمية الفهم بين الشعوب والأمم المختلفة، ولكن هل تمكنت تلك الوسائل من إيقاف الحروب؟ هل ساعدت في الحد من سباق التسلح والسباق النووي؟ ألم نسمع بدول تغزوا دولا أخرى وتحتل أراضيها؟ ألم تلفحنا الأخبار بمزيد من القتل والتهجير وسفك الدماء؟.
 
هذه هي القضية الجديرة الانتباه، فالإنسان كما يظهر لم يتخلص من تطلعاته لما في يد أخيه الإنسان، وإن كانت البشرية قد ودعت العصر الحجري وما تبعه من غزوات وحروب من أجل الطعام ومزيد من المكتسبات الحياتية، فيظهر أنه بعد الآف السنين لا زال الإنسان نفسه يملك تطلعات عدائية لم تخفف من ثورتها ونزقها التقنية ولا القانون الدولي ولا ما ورثه الإنسان من قيم ومبادئ.

الصفحات