رواية (كلمات على رمال متحركة) للأديبة المقدسية مزين يعقوب برقان، تتحدث الرواية عن دولة متخيلة (دولة السراب) يحكمها حاكم ظالم، مضطهد لشعبه، مجرد من الانسانية، يعشق سفك الدماء، وحروبه متواصلة لأتفه الأسباب وله ابن وحيد اسمه (مالك) فنان تشكيلي مرهف الاحساس وال
أنت هنا
قراءة كتاب كلمات على رمال متحركة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
مَنْ يخمد ثورة الرفض في داخله؟
مَنْ يقطع تلك القيود؟
أيَسْتبدل بريشة الرسم فن تعذيب البشر وقتلهم؟ ولكن...
أين هذا من ذلك؟
ريشة رسام مُرْهف الحواس، وسلاح سفّاح...
أيجتمع الاثنان معاً؟ أيجتمع الليل والنهار في آن واحد؟
أتجتمع الحياة والموت في وقت واحد؟
هو الذي درس العلوم العسكرية، دون أن يدرسها تماماً. ارتدى البدلة العسكرية بأوسمتها، دون أن يرتديها تماماً.
أثناء تدريبه على استعمال السلاح، شعر مالك بأن كل رصاصة كان يطلقها نحو هدف وهمي، ترتد وتعود لتصيب قيمة من قِيَمِه، أو مبدأً من مبادئه، فيتوقف عن التدريب، ملقياً سلاحه على الأرض، كي يعالج ما جُرِحَ من القيم والمبادئ التي آمن بها.
يبتعد عن ساحة التدريب، يصمت، ويغوص في بحر من التساؤلات والتحليلات، فما الهدف الوهمي بالنسبة إليه إلا قاعدة للأهداف الحقيقية، وما الشراسة إلا قاعدة استعمال السلاح.
أصبحت المسألة بالنسبة إليه هي كيف يكون شرساً أولاً، حتى يقوى على استعمال السلاح، واتخاذ القتل مهنة؟
وذات مرة قال له مدرّبه العسكري: "إن استعمال السلاح ضروري للدفاع عن النفس أو عن البلد."
فأجابه مالك: "عندما استخدم السلاح، فإنني أقتل شيئاً ما في أعماقي قبل أن أقتل الآخرين. أين الدفاع عن نفسي إذا قُتِلَت المبادئ في أعماقي؟ لا يكفي أن تكون رجلاً حتى تكون عسكرياً. يجب أن يكون الرجل فارغاً حتى يكون عسكرياً ناجحاً حسب المفاهيم العسكرية للنجاح، لأنه من السهل أن تملأ وعاءً فارغاً بما تريد، فكيف تستطيع أن تملأ وعاءً يفيض بما فيه؟ يجب أن تكون ورقة بيضاء يكتبون عليها ما يريدون..."