أنت هنا

قراءة كتاب مديح لمرايا البلاد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مديح لمرايا البلاد

مديح لمرايا البلاد

كتب الأستاذ الأديب محمود شقير (أبو خالد) الجزء الأوّل من كتابه أو يومياته من سنة 1996م إلى نهاية سنة 1999م الّتي أسماها (مديح لمرايا البلاد).

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 8
السبت 27/4
 
بقيت طوال هذا اليوم في البيت. البقاء في البيت بعد أيام من الحركة المستمرّة والنشاط الموصول له مزاياه، وهو يدخل السكينة والهدوء إلى النفس (سكينة مؤقتة وهدوء مؤقت، لأن دورية الجيش قد تأتي في أية لحظة، ولأن شجارًا لأتفه الأسباب قد يندلع فجأة).قرأت سيناريو فيلم "المومياء" لشادي عبد السلام، وقرأت مقابلتين أجريتا معه يتحدّث فيهما عن فنه السينمائي. سأحاول مشاهدة هذا الفيلم الذي امتدحه النقّاد.
 
أنهيت كتابة القصة الطويلة للفتيات والفتيان "قالت مريم.. قال الفتى". شعرت بارتياح، فها أنذا أعود إلى الكتابة الإبداعية بعد انقطاع. وعدت بعد انقطاع دام عدّة أشهر لتلقي دروس في اللغة العبرية. كنت توقّفت عن الذهاب إلى معلمتي الإسرائيلية تمار بسبب الحصار والإغلاق المفروضين على الشعب الفلسطيني.
 
لتمار ابن في الجيش. وهي لا تفصح عن مواقفها السياسية، ربما لأنها لا تريد أن تستفزّني فأتوقّف عن تلقي الدروس على يديها. وهي لا تتحدّث عن ابنها إلا قليلاً حينما ننظر أنا وتمار بين الحين والآخر إلى صورته المعلّقة على الحائط.
 
في ساعات المساء، صعد خالد إلى سطح البيت، وجهّز كل ما يلزم لوجبة شهية من اللحم المشوي على النار. دعاني لتناول طعام العشاء. جلسنا على السطح، وكانت أمينة معنا تشاركنا العشاء بشكل طبيعي. كانت قد صعدت الدرج نحو السطح ببطء ملحوظ، والحفيد محمود شاركنا العشاء. محمود في الرابعة من العمر وهو حتى الآن لا ينطق إلا بعض مفردات قليلة.
 
الطقس حارٌّ رغم أننا ما زلنا في عزّ الربيع، وبيوت جبل المكبر مشرعة النوافذ والأبواب، تندلع منها الأضواء، وكنت أفكّر بشيء من الأسى: ثمة هموم أكيدة وحكايات لا أعرفها خلف النوافذ والأبواب.

الصفحات