أنت هنا

قراءة كتاب سيكولوجية المراهقة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سيكولوجية المراهقة

سيكولوجية المراهقة

تعتبر فترة المراهقة التي تمتد بين الطفولة والشباب فترة هامة جداً من حياة الإنسان، بل هي أهم فترات الحياة إطلاقاً، فالتغيرات النمائية، والمشكلات المختلفة التي يتعرض لها المراهق، تؤرق الأهل والعاملين في المجال التربوي، وكل من له اهتمام خاص بالمراهقين وتهز الم

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 3
ويفسر آيسلر Eissler (1958) ذلك بأن التكوين النفسي للطفل يتحلل في أثناء فترة المراهقة، مما يؤدي إلى وجود خلط أو اضطراب نفسي لديه.
 
كما حذر كل من أفلاطون وأرسطو منذ أكثر من ثلاثة قرون قبل الميلاد من مشاكل التعامل مع المراهقين الذين هم حسب رأي أرسطو يغلبهم الهوى على أمرهم Irascible وأقرب إلى أن تجرفهم أهواؤهم ونزعاتهم (1941 Aristotle)
 
كما ذكر أفلاطون أن المراهقين كثيراً ما يكونون عرضة للجدل والخلاف مع الآخرين لمجرد المجادلة والمناظرة (1953Plato, ). ولكن هذا ليس هو دائماً حال المراهق، فالدراسات والبحوث الحديثة أظهرت أن مشكلات المراهق تعود في الواقع إلى الظروف والعلاقات الاجتماعية، والاتجاهات الثقافية التي يعيش في إطارها، وركزوا على ترويضهم وضبط نزعاتهم الهوجاء، ففي دراسة قام بها هاثوي Hathaway (1963) على عينة من أحد عشر ألفا من المراهقين، طبق عليهم اختبار منسوتا المتعدد الأوجه (Mmpi) فكانت النتيجة أن نسبة المراهقين الذين يعانون من اضرابات نفسية شديدة 10- 20% وهي نسبة لم تزد عن تلك التي توجد عند عينات الراشدين الآخرين. كما أوضح أوفر Offer (1969) أيضاً من خلال دراسته الطولية على مدى ست سنوات على عينة مؤلفة من (73) طفلاً عادياً، وبعد انتهائهم من دراستهم الثانوية أجرى عليهم مجموعة من الاختبارات النفسية، كما أجرى مقابلات معهم ومع والديهم، فأسفرت النتائج عن عدم وجود ما يسمى بأزمة المراهقة بالشكل الذي وصفه "هول". وعلق "أوفر" على ذلك قائلاً: "إن مفهوم أزمة المراهقة يجب ألا ينظر إليها إلا على أساس أنه طريق واحد من الطرق التي قد يتبعها المراهق عند المرور في تلك المرحلة، طريق لا يستخدم من قبل معظم المراهقين".
 
أما حلمي (1965) فقد بينت في دراستها على عينه مؤلفة من (917) مراهقة مصرية أن هناك فروقاً كبيرة في ترتيب أهمية المشكلات عند المراهقات المصريات والمراهقات الأمريكيات، معللة ذلك بأن الثقافة تلعب دوراً هاماً في إيجاد هذه المشكلات، إذ أن ما هو مشكلة مهمة عند المراهقة الأمريكية تجده لا يحتل إلا مرتبة ثانوية عند المراهقات المصريات، والعكس صحيح.
 
ولهذا فقد برهنت الأبحاث الحديثة أن الناس قد بالغوا كثيراً في مدى الاضطرابات التي تطرأ على المراهقين وآبائهم، ولكن من جهة أخرى فإن المراهقة ليست مرحلة مثالية خالية من الأزمات والاضطرابات النفسية والاجتماعية، وأن ما يوجد لدى المراهق من هذه الأزمات والاضطرابات يكمن أساسها في العلاقة التي تتم بينه وبين أسرته وأصدقائه، وفي إطار مدرسته، ومن خلال القيم والعادات والمعايير الثقافية السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه.

الصفحات