في كتاب "والذكريات"، تكتب عادة المذكرات من قبل قواد الجيوش أو أساطين السياسة أو علماء الاقتصاد والمخترعين والمكتشفين وأمثالهم، ليطلع عليها بالمستقبل قواد الجيوش في الحروب ويعلموا أسباب من ظفر قبلهم بالحروب أو من دحر الجيش نتيجة الأعمال المغلوطة، أو ليطلع عل
أنت هنا
قراءة كتاب والذكريات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
قبل أن أبدأ تدوين مذكراتي هذه وبهذه المناسبة أود أن أذكر نبذة مختصرة عن أسرة آل الدملوجي التي أتشرف أن أكون أحد أعضائها·
فظاهر من تاريخ العائلة وشجرته أن أسرة آل الدملوجي هي من عشيرة الشريفات التي نزحت من اليمن قبل أكثر من 400 سنة واستوطنت في الأرض الكائنة ما بين ماردين ونصيبين وكان على رأسها الشيخ سليمان جد العائلة الدملوجية، الذي كان يتردد إلى مدينة الموصل لقضاء بعض الحاجات ثم اختارها مقراً لسكناه·
وقيل أن أصله من أولاد حضرة سيد الكونين، وأن اسمه مقيد في النسب الذي بيد السيد شريف بن السيد فارس بيت ترعوز من العشيرة المذكورة، وهنا ظهر من نسله عدة رجال اكتسبوا ثقة الأمراء والسلاطين، حتى إن السلطان عبد الحميد خان الأول أنعم على الشيخ سليمان ــ حفيد الشيخ سلمان الأول المذكور أعلاه ــ برتبة رئيس فرقة الانكشارية وأقطعه مقاطعة سنجار، كما أنعم السلطان سليم خان الثالث على ابنه الشيخ يوسف منصب رئاسة الفرقة المذكورة وأقطعه محافظة دان ولم تزل فرامينهم والإرادات السلطانية موجودة ومحفوظة عند أفراد العائلة، ولقد نبغ من بين أفراد هذه العائلة عدة رجال نالوا المقام الأسمى والمنزلة الرفيعة بين علماء الموصل·· كالشيخ مصطفى والشيخ أسعد والعالم الفاضل الشيخ عبدالله شمس الدين الذي توصل إلى درجة رئاسة العلماء وله تآليف كثيرة وتعليقات وهوامش يعرفها المتتبعون لكتب الدراسة العلمية في العراق، منها كتابه شرح العصام على الوضع الذي لم ينسج على منواله أحد قط، والذي حاز الأهمية القصوى لدى العلماء وطلاب العلوم، وغيرها من التآليف المحفوظة لدى أفراد العائلة·
وكان قد تخرج عليه كثيرون من علماء الموصل، وكان محترماً رفيع المنزلة عند الخاصة والعامة، وقيل إنه أنقذ من حكم الإعدام كثيراً من الأبرياء الذين حكم عليهم بالموت، بفضل ما كان له من نفوذ عند الوالي التركي أبنجة بايراقدار محمد باشا الشديد الشكيمة، كما أنه قد ظهر من هذه العائلة رجال سياسة وقواد عسكريون وأطباء كثيرون لهم المقام السامي في القطر·