رواية "جدد موته مرتين" للروائي العراقي حميد الربيعي، تتناول حدث مر بعائلة فيلية مفترضة، عندما نقلت الى منطقة قلعة دزة التابعة لمحافظة السليمانية والتي تم محوها من قبل نظام الطاغية سنة 1984، وبموجب هذه الأحداث، وبقدر ما تتحرك الرواية على شخوص مفترضين كعمل أد
أنت هنا
قراءة كتاب جدد موته مرتين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
لحظة اقتناصه تعادل فرحة العمر، لم يحظ به أحد، لونه أخضر مبهر وغالباً ما يفر من أيدي قناصيه. نحن سمعنا حكايات طويلة عنه في سوق الغزل، حيث تباع الطيور كل يوم جمعة.
الضيف قطع وعداً في الزيارة الثانية سيجلب هذا الطائر معه. ذلك حلم أضفى على حياتنا البهجة، وقد أكدته أمّ خليل:
ـ يفي بوعده، ولدي بار.
عندئذ تفرغنا لبثّ خبر التغير الذي طرأ على سيرة أم خليل، فهي معتادة في أيام عاشوراء أن تقيم حفلة "شاي العباس" كل عام بعد مقتل ابنها، تختصر الأيّام العشرة بأمسية واحدة تجمع كل أهل الصدرية.
نقيم سرادق كبيرة في الساحات، نجمع لها الحطب وقوداً لصنع الشاي، النساء يعددن "الاستكانات" تلك القوارير المذهبة وذات الخطين والمقبض اللماع.
لم نستغرب أبداً أنها تسقي كل السكان بالشاي ذي الهيل الفائح الرائحة، ولم نسأل إن كانت قادرة على توفيره، لكن لدينا إحساس بأنَّ بعض بيوت عكد الأكراد تعاضدها وتشاطرها الأعداد.
يبدأ الطقس بعد مغيب الشمس، يتوافد الرجال إلى السرادق والفتيات في حركة دؤوبة، بين ذهاب ومجيء، يحملن الأباريق والصواني المغطاة بالحنة. يتحول الطقس إلى جلسة سمر، ودائماً ما تبدأها أم خليل بأن الشهداء أحياء. تتفتق السير والحكايات عن ذكريات تعبق في صدور الرجال، وتختم تلك الليلة بأحد منشدي المراثي، غالباً ما تنتقي الأجود والأحلى صوتا ليسرد قصة حياة هذا البطل في واقعة ألطف.
ـ لا عويل ولا بكاء بهذا اليوم.


