رواية "جدد موته مرتين" للروائي العراقي حميد الربيعي، تتناول حدث مر بعائلة فيلية مفترضة، عندما نقلت الى منطقة قلعة دزة التابعة لمحافظة السليمانية والتي تم محوها من قبل نظام الطاغية سنة 1984، وبموجب هذه الأحداث، وبقدر ما تتحرك الرواية على شخوص مفترضين كعمل أد
أنت هنا
قراءة كتاب جدد موته مرتين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
بكل ترحاب صدر أطاوعها فيما تريد، إذْ هي فرصة للبقاء برفقة مريم، قمر عكد الأكراد والياقوتة المتلألئة، لم يخلق مثل جمالها في كل أحياء الصدرية، بيضاء ذات قوام ممشوق وخصر تقف عليه الطيور، عنقها مثل منارة تهدي الضالين، لها قدمان مثل رسغ عصفورة تلامس الأرض، لكم أنا مغرم بتينك القدمين.. تأخذني بهما إلى التيه عندما تراقصني، بجعة تفرد جناحيها عندما تتلوى ومغزل مفتول يدور حيثما يأخذها الإيقاع، أنا أدور حولها مشدوها من شد قامتها، خفاها ينطان فأطير بهما شوقاً، لم تمانع يوماً عن الرقص كلما انفرد بها في باحة البيت، أمها تنقر الدف وأنا أغرّد لها ولهاً ولهفة.
تأخذنا الساعات ونمضي سحابة النهار معاً، حتى أبوها في بعض الأوقات يشاركنا. لم يثقله الزمن فما زال بخفة الفتوة يشدو الإيقاع، لكن عصاه جاهزة للتهديد.
ـ القراءة أولاً.
لا يخشى اللهو لكنه يشد من عودنا، كأن في عينيه خوفاً من القادم.
ـ الدراسة سلاح بوجه الزمن.
يطالعنا كل حين ونحن منكبان على الكتب، يتسمع ويراقب ويبتسم لأفراخ لم ينبت ريشها بعد.
طرقت الباب، كان موارباً، فلم يصادف أن أغلق أحد بابه، فكل البيوت مفتوحة لأهل الحي، علمني أهلي وإن كنت لا أبالي مراعاة حرمة البيت.
ـ تفضل.
هشت الأم مرحبة، طبعت قبلة على خد الفتى ولم يتوان أن ردها مرتين تحية وإجلالاً.
ـ كأنك هارب من المدرسة؟


