أنت هنا
قراءة كتاب بيت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
القاضي عياض
كلانا ناظر قمراً·· ولكن
رأيتُ بعينها·· ورأْت بعيني
قائل هذا البيت عالم شهير من علماء الشريعة قيل عنه إمام وقته في الفقه والحديث وعلومهما وإن دل هذا على شيء، فإنه يدل على أن القطيعة المزعومة بين الفقه والشعر لم تجيء إلا مع قوم لا يفقهون شيئاً عن الفقه أو عن الشعر· إلا أن هذا - كله - قضية أخرى·
القضية، الآن، هذا البيت· الكثيرون، عبر السنين، رددوه وأعجبوا به، ولكن ماذا يريد شاعرنا أن يقول ؟ بإمكانك، إذا شئت، أن تفهم البيت الفهم التقليدي وهو أننا - أنا وهي - امتزجنا نهائياً حتى أصبحت ترى القمر بعيني وأراه بعينها· وبإمكانك، إذا أردت أن تغرب بعض الشيء، أن تفهم البيت على هذا النحو : حوّل الحب كلاً منا إلى قمر، ولما كان القمر لا يرى نفسه بنفسه، فقد إضّطررت إلى الاستعانة بعينها لرؤيتي، واضطرّت هي إلى الاستعانة بعيني لرؤية نفسها· وبوسعك، إذا عنّ لك، أن تفهمه على النحو الذي أفهمه أنا : كان القمر في السماء، ولكن لم أره مباشرة ولم تره مباشرة، رأته منعكساً في عيني، ورأيته منعكساً في عينها·
لك أن تختار بين كل هذه المعاني ولك أن تضيف معنىً رابعاً أو خامساً· للشعر، وللقمر، وللحب، أكثر من وجه واحد !