أنت هنا
قراءة كتاب بيت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
المتنبي
وقفتَ وما في الموت شكٌ لواقفٍ
كأنّك في جَفن الردى·· وهو نائمُ
شُرّاح المتنبي - بلا إستثناء تقريباً - فهموا هذا البيت الجميل على هذا النحو القبيح : لقد كنت شجاعاً، يا سيف الدولة، كأن الموت قد أغمض عينه فلم يعد يراك، وكيف يراك وأنت داخل جفنه وهو مطبق جفنه ؟
المعذرة أيها ا لأستاذ - والتعبير للصديق الطيب صالح -، المعذرة يا عمنا الضخم - والتعبير للشاعر محمد العلي - إغفر لشرّاحك فإنهم، أحياناً، يهرفون بما لا يعرفون ويتحدثون عن ما يجهلون·
المعنى، يا قوم، انك كنت شجاعاً رغم يقينك القاطع أنك ستموت، وهل هناك يقين أعظم من أن يأخذك الموت ويطبق جفنه عليك؟!
إذا قلت لأجبن خلق الله، اذهب فإن الموت نائم لا يراك، فسوف يتحوّل، فوراً إلى أشجع خلق الله· كيف يخاف من الموت من يعتقد أن الموت لا يراه ؟! وأي نوع من أنواع الشجاعة هذا ؟! وأي ضرب من ضروب المديح هذا ؟!
حسنا! سيف الدولة - الذي كان يتذوق الشعر - فهم المقصود، أما سادتي الشرّاح العظام فليس لي معهم من كلام سوى بيت آخر من أبيات الأستاذ:
ولكـــن تأخــــذ الآذان منــه
على قــدر القرائــــح والعلـــــــومِ