أنت هنا
قراءة كتاب بيت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
أحمد شوقي
ألا ليت البلاد لها قلوب
كما للناس، تنفطر التياعا
وارحمتاه لأحمد شوقي ! يُنصّب أميراً للشعراء، يوماً، ويجيء من ينفي عنه صفة الشعر كليّة، في يوم ثان· وما زال هذا الشاعر يتأرجح بين غلوّ المعجبين وغلوّ الكارهين، بين الذين يصرّون أنه ما للشعراء من أمير سوى شاعرالأمير، وبين الذين يرون أن شعر شوقي نظم سقيم في المناسبات مع استثناءات لا تكاد تذكر·
حسناً ! بدأ غلوّ المحبين يخفت، وبدأ غلوّ الكارهين، يخف، وعندما تهدأ العواصف، وكل العواصف تهدأ بعد حين، سيبقى شوقي شاعراً حقيقياً، لا أقل من هذا، ولا أكثر·
حديثي الآن، ليس عن شوقي: حديثي عن بيت واحد من أبياته· تنفطر قلوبنا لوعة ونحن نغادر مدينة أحببناها وأحببنا من فيها، وتسيل الدموع في الميناء أو في محطة القطار أو في المطار، وتنهمر الدموع بصمت في الداخل، والمدينة تقف، بكل جمالها، بكل كبريائها، بكل إغرائها، دون أن تشعر بالدموع التي تسيل أسـى لفراقها· أليسـت هذه قسمة ضيزي ؟! ألم يكن الوفاء يتطلب من المدينة، أن تفعل شيئاً، أي شيء، يدلّ على أنها أحسّت بغياب هذا الذي يودّعها وقلبه ينفطر ؟!
سمى أحمد عبد المعطي حجازي ديوانه الأول مدينة بلا قلب، وغضب من غضب، والحقيقة أنه لم يكذب· وكل المدن، رغم، أمنية شوقي الدامعة، غابات من الأسمنت والحديد بلا قلــوب !