يكشف المسار الخاص بتطور الثقافة العربية الحديثة صورة شديدة التعقيد والالتباس، صورة تتقاطع فيها التصورات والرؤى والمناهج والمفاهيم والمرجعيات، ولا يأخذ هذا التقاطع شكل تفاعل وحوار، إنما يمتثل لمعادلة الإقصاء والاستبعاد من جهة، والاستحواذ السلبي والتنكر والتخ
أنت هنا
قراءة كتاب الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة
الصفحة رقم: 5
أما التنبؤ فهو سلسلة لامتناهية ومتسارعة والتفسيرات للأنظمة التصميمية في محاولات الهدم وأعادة البناء أي التوصل الى الأنظمة الحقيقية وبما أننا من الدول النامية فنحن نستورد ما تنبأ به غيرنا من الأنظمة التصميمية والتي تفرض ونفرضها نحن علينا ·
والتصميم بشكل عام والتصميم الصناعي بشكل خاص خاضع أغلبه للدراسات المستقبلية للتنبؤ بحال تصميم التكنولوجيا والعلوم ······· القصيرة الأمد والبعيدة الأمد، والذي كان بدايته تنبؤ او حلم مسبق مثل الصعود الى القمر، الأنسان الآلي، الأستنساخ البشري ······ألخ ·
أما الأبتكار فهو عملية أنسانية لأنه وليد العقول الأبداعية كذلك فهو ظاهرة شخصية الى أبعد الحدود وهو أستجابة الى حافز الحاجة والذي يمثل القوة الأولى الدافعة للتغيير لتحقيق ضرورات إنسانية هي من متطلبات هذا العصر لتؤثر ولتتأثر بالأنسان فيوجهه الى حيث يريد ولا يريد، فهو ليس أستعادة لأنظمة الماضي علما أنه لايوجد أبتكار بدون ماضي ولكنه بطريقة جديدة للنظر الى الأنظمة بعد تجاوز الأطر التقليدية والأساليب المتكررة ومحاولة الكشف (بتجربة، فكرة ··· الخ)، لذلك تبقى الأنظمة أحيانا مجرد محاولة فهو عملا دؤوبا وشاقا للغاية دون ضمان للنجاح في النهاية مثل أستخدامالطاقة الشمسية في بعض المنتجات الصناعية ·
فالأبتكار هو قدرة مكتسبة لدى الأنسان لتكوين أنظمة من (هيئات، أشكال) جديدة مادية وفكرية تستمد عناصرها من بيئاتها ومستندة الى قدرة الأنسان على الكشف عن ما وراء ؟ أي لزمن قادم لأن أي أبتكار مهما كان يكون أحيانا غاية وأحيانا هدف واحيان آخرى صدفة وهو ليس دائما في التصميم وأنما في أنظمته المتعددة (وظيفية، تقنية، تكنولوجية، أجزاء، مكملات ·······الخ) ·
فالأبتكارهو رؤى متنوعة متماسكة وهو عامل مهم من عوامل التغيير لأن غايته الأساسية التطور والذي يمثل بداية لكل أبتكار آلي وأن أي أبتكار ناجح ينتشر من موطن نشأتها لتتبناها مناطق أخرى تكون مهيأة لتنفيذها والتي من خلالها برزت نقل التكنولوجيا وبرزت وكثرت شركات الامتياز أيضا ·
علما أن أوجه التصميم والأبتكار في أنظمة المنتجات الصناعية كثيرة ومتنوعة (سيارة، ثلاجة، تلفزيون ·····الخ) فهي ليست ثابته فأحيانا تكون الأنظمة الأبتكارية أفضل مما سبقها بمجموع الصفات الأبتكارية وأحيانا عكس ذلك فمثلا أستخدام خامة اللدائن في البدن الخارجي للسيارة بدل الحديد وكان غير جيد في بعض الآماكن وجيد في البعض الآخر لأنها أصبحت خفيفة وغير أمينة بصورة دقيقة عند أرتطامها، أما أستخدام الفايبركلاس بدل الحديد في بعض أجزاء السيارة فكان من الأبتكارات الجيدة جدا، ولكن لايمكن تكرار الأبتكار لأنه حينذاك يصبح تقليدا وهما قطبان لطرفي نقيض (الأبتكار، التقليد) والأبتكار هو شكل من أشكال التواصل والتبادل والتغيير فهو يشبه الفن لأنه يرتكز على الخيال أيضا ولايمكن التنبؤ به لذلك فأي تصميم مهما كان هو أبتكار لأن الأبتكار هو سلسلة من الكم التراكمي من (التقنيات، التكنولوجيات ···الخ)، متصلةلتحقيق قصد الأبتكار المتعدد اللأمتناهي واللأمحدود لأنه سلسلة لامتناهية ولامحدودة متسارعة الأيقاع من هيكلية او خرائطية هدم (الأنظمة، التقنيات، التكنولوجيات ·····الخ) وأعادة بناءه فهو فكر متعدد الخطوط والوجوه ·
أما المبتكر فله قدرة خاصة متميزة لحل مشكلة تمكنه من أنتاج أفكار لأنظمة متنوعة فهو مغادرة المصمم عصره ليرى قبل جيله العصر الجديد فهو قريب من المكتشف ويجب أن يكون لديه (الهام، خيال) لأنه أساس الأبتكار ولحظة الأبتكار هي في جوهرها لحظة الأبداع ولكنها غير قابلة للتنبؤ بها او التحكم فيها ويتم الوصول الى الأبتكار من خلال التساؤلات :-