يكشف المسار الخاص بتطور الثقافة العربية الحديثة صورة شديدة التعقيد والالتباس، صورة تتقاطع فيها التصورات والرؤى والمناهج والمفاهيم والمرجعيات، ولا يأخذ هذا التقاطع شكل تفاعل وحوار، إنما يمتثل لمعادلة الإقصاء والاستبعاد من جهة، والاستحواذ السلبي والتنكر والتخ
قراءة كتاب الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة
الصفحة رقم: 10
كذلك توجد الوظائف الخاصة او الأستثنائية والتي تكون محددة وليس مشاعة وهي تكون وفق شروط ومواصفات يفرضها الوسيط (المستهلك) ويحددها ويقررها المصمم لأنها تكون وفق نظام خاص بالصفات والخامات ·······الخ مقارنة مع ما يشابهها مثل (كرسي معوقين) ويتصف التصميم الخاص بالتنوع وقلة التكرار لأنه أبتكار خاص تتحول الخصوصية فيه الى شرط ضاغط ومفروض تعتمد الأستثنائية بكل أنواعها (خامة، حجم، مواصفات ·······الخ)، وهذه تعتمد على قدرة المصمم على السيطرة على هذه الأستثناءات فقد تكون الخصوصية لأغراض وقائية مثل تصاميم ملابس مطافئ الحريق او علاجية كتصاميم أجهزة للعلاج الطبيعي لأمراض الشلل وغيرها) او جمالية مثل (تصميم كرسي لمدير عام) او وظيفية او أنتاجية ·······الخ، لذلك بعض التصاميم الخاصة لايمكن تعميمها لأنها أحيانا تكون خاص من خاص وأحيانا يمكن تعميمها ولكن بشكل محدود وجميعها تكون وفق محددات وتقنيات وتكنولوجيات مفروضة ومشروطة على التكوين التصميمي ·
فالوظيفة متطورة بتطور زمنها لأنهما نظامان متلازمان يحتويان الماضي والحاضر والمستقبل فلا يمكن أن تكون وظيفة بدون زمن او زمن بدون وظيفة في أي منتج صناعي ومهما كان لأنه بذلك سيكون شيء ميت منتهي كذلك من دون تكنولوجيا وتقنية سوف تكون جوفاء لذلك تتطور بتطور التكنولوجيا المعشق بوظائفية المنتج الصناعي والزمن أخذ جزءا كبير عند الفلاسفة فالبعض منهم مثل ارسطو قال ان الزمن هو عدد الحركة بحسب القبل والبعد اما هيغل فقال ان الزمن ليس هامشا عرضيا للفلسفة بل انه متولد من حاجة نظرية للفيلسوف ذاته الذي يكون مطالبا بأستحضار عناصر النفي لأكساب التحقيق لأبعاد مشروعية أي الزمن لا يكون ضمن الزمن في ذات الوقت الذي يكون فيه الزمن ضمن الاشياء اما برغسون فقال الزمن هو نوع من الاكتشاف والكشف · وأن هوية أي منتج صناعي هي ليست شيئا جامدا بل هي خاصية أساسية تتجدد مع زمنه لذلك فأي منتج صناعي يجمع بين كثير من الزمانيات ويسوده النظام واللأنظام أنطلاقا من كثرة الأكتشافات والأختراعات والتكنولوجيات ········· وأعادة التنظيم الموجودة في مساره لأنه يتعرض بمرور الزمن الى التحول لذلك فزمنه تحدد من تكنولوجيا وتقنية ذلك العصر والتي لها صفة الديمومة النسبية ·
من هنا تظهر الحالات الابتكارية والابداعية للمصمم في كيفية أستغلال وتسخير المكتشفات العلمية والتطبيقات التكنولوجية بتوظيفها وتعشيقها في المنتج الصناعي مثل المايكروويف لتحقيق التصميم المبتكر للأداء الوظيفي المتقن الذي يعتبر جمالية الوظيفة فضلا عن جمالية الهيئة المتحققة للمنتج، ولا يتوقف معنى الزمن عند هذا التعبير المرتبط (التسلسل الزمني بل يتخذ معان أخرى في العملية التصميمية منها ما هو متعلق (بالحركة وآخر بالفكرة وآخر بالبيئة) ·
أذن فالزمن هو أقناع وأثبات ويمكن أن يكون أيهاما وحقيقة يعتمدها البشر للوصول الى الهدف، وهنا يظهر تسأؤل هل الزمن هو قرار مفروض على المصمم أم هو قرار مفروض على الانسان ام هو اختياري ·
أن الزمن ليس أختياريا للمصمم او للأنسان تنظيم يعتمد على من نظمه والاختيارات واسعة هنا فهناك تنظيم ألهي، تنظيم بشري، تنظيم بشري مع التكنولوجيا ·····الخ، والزمن قد يكون منقطعا او متباعدا او قد يكون عكس ذلك تماما فضلا عن انه لاتوجد بداية او نهاية لأي زمن وكما ذكرنا فالزمن هو ليس أختيار والمختار فيه احيانا قد يكون اتفاقا وشرطا ضمن وظيفة المنتج الصناعي او صدفة وهذا ما يضطرنا للتفكير في حالتين:
1· العملية التكتيكية التي تقع ضمن المكون الاستراتيجي، لأن التكتيك هو جزء من النظام التصميمي والذي يخضع لأهداف النظام العام من خلال مرحلة أستراتيجية زمنية معينة يتوجب بها تبديل هيئات وأشكال وأساليب وتكنولوجيات ·····الخ، بما يواكب التغييرات والتطورات السريعة، علما أنه من الضروري والمشروط للمنتج الواحد أن يكون تكتيك التكنولوجيات منسجم ومتوافق مع تكتيك التقنية ومع تكتيك الخامة ······الخ، لأنها جميعها تدخل بأساليب وأشكال ومناهج···········الخ، المنتج لتحقق مهام وظيفية وأدائية وجمالية معينة ومشروطة وفق هدفها ·
2· الطبيعة والبيئية ·
عليه فأن أي انسان يعيش زمنا ماضي من خلال الذكراة وزمنا حاضر الذي هو منه وزمن المستقبل من خلال التوقعات والخطط، لذلك أي ناتج أنساني هو مرتبط بزمن، لأن أي زمن يضفي الثبات ولكن زمن المنتج الصناعي غير ثابت لأنه دائم التغيير لذلك زمنه في حالة حركة مستمرة لأنه سيرتبط بما سيتكون منه من خلال الأزمنة التكنولوجية والتقنية ·····المختلفة والمتعاقبة، وهذا الناتج لا يخضع فقط للزمن الذي ظهر فيه وانما لزمن قد مضى تمت من خلاله التكوينات الاولية او المخطط لها او زمن الشروع بالعمل او التهيؤ الى ما الى ذلك من أسبقيات النتاج الفعلي حيث يتداخل مع زمن ظهور الناتج وهذابدوره ايضا متغير بفعل المرور الزمني وهكذا تظهر فاعلية الزمن على اي نتاج هي مرتبطة بماضي وحاضر ومستقبل ذلك المنتج· لذلك فأن التطور لأي منتج صناعي لايعني أصلاح او ترميم معين ثابت جديد وأنما يبرز بخاصية تجعله يتطور في زمن يفرز جميع وظائف وتقنيات وتكنولوجيات الأزمنة الممكنة والمشروطة والمفروضة على ذلك المنتج نتيجة وظيفته، هدفه ·······ألخ، لأنه لايعني غياب الزمن ولكنه يعني أبراز كل الأزمنة السابقة والحاضرة والمستقبلية·