يكشف المسار الخاص بتطور الثقافة العربية الحديثة صورة شديدة التعقيد والالتباس، صورة تتقاطع فيها التصورات والرؤى والمناهج والمفاهيم والمرجعيات، ولا يأخذ هذا التقاطع شكل تفاعل وحوار، إنما يمتثل لمعادلة الإقصاء والاستبعاد من جهة، والاستحواذ السلبي والتنكر والتخ
قراءة كتاب الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة
الصفحة رقم: 7
الفكرة ·········· والتصميم
أن الفكرة في النظام التصميمي هي حقيقة من حقائق الحياة تتنوع وتتعدد وهي صناعة قائمة بذاتها وان لكل شئ فكرة وما يحدد الفكرة هي الملاءمة لأن لامنتج بدون فكرة ولا فكرة بدون منتج لأنها مظهر من مظاهر الوجود في زمن محدد · وأن الفكرة في أي منتج صناعي تدريجية تبدأ الفكرة من أجل الفكرة ثم بعد ذلك من أجل التكنولوجيا والتقنية أي طغت وسائل الفكرة على غاياتها وأن أي فكرة لأي منتج قوة والقوة فكرة والفكرة تفرزها هذه القوة لخدمة أنتاجها لأن فكرة أي منتج صناعي في المنتج ذاته، فالفكرة اساس تحديد النظام فهي التي تحدد نظامها ومعطياتها ووسائلها واستخدامتها وصولا الى تحديد الافضلية التنظمية للمنتج الصناعي، أي هي عملية تراكم يفرضها قانون المنتج وأن أي منتج صناعي مهما كان يتكون من تعدد الأفكار لأنه يضم الفكرة التصميمية القديمة الى فكرة تصميمية جديدة وأن لكل فكرة مسارها ولا يوجد مسار واحد لجميع المنتجات وأحيانا للمنتج الواحد·
الفكرة تعتمد على جملة من المصادر هي الذاكرة ثم المخيلة فالذاكراة هي طاقة وقوة تنتهي او تغيب او تزداد ولا تعني شيئا بوصفها المجرد وانما يتداخل ناتج الذاكرة مع ناتج المخيلة عند المصمم فتنتج الفكرة المعتمدة على عملية الخزن او الخزين في الذاكرة لأن فكرة المصمم لغته ولغته هي فكرة المصمم · وهذه تكون عملية مقصودة او غير مقصودة في نفس الوقت ولكنها تعتبر المصدر الاساسي لأي فكرة فضلا عـــن أنفعالات المصمم المتعلقة بحاجة التصميم وآنية زمنها فأسترساله يكون مصدرا بل مؤثراوفاعلا من خلال البيئة الخارجية المباشرة في الفكرة المصممة أي بمعنى هي كمية الاثر الذي يدخل الى المصمم (الانسان) عبر حواسه مضافا الى ذلك ما يدركه في تلك اللحظة ·
أن الفكرة تتكون بفعل مؤثرات مادية أو غير مادية وهي محددة بمحددات زمنية فهناك زمن قبل الفكرة وما نعنيه هو الزمن الذهني للمصمم يعتمد خزين ما أستجمعته لذاكرة، فالزمن هوتغير مستمر يصبح معه الحاضر ماضيا بل يجسم كل ما يتصل به ويربطه بفكرة معينة خاصة وأن لكل فكرة جمالها وتعبيرها وفعلها الوظيفي المؤدي إلى غايات محددة وأن أي مصمم لا يكون مجرد وسيلة تنفيذية ولكن هذا لا يعني ان ينساق وفق رغبته الشخصية بل وفق شرطية أستتراتيجية فكرة المنتج (الهيئة) لذلك فالفكرة التصميمية يجب ان تمتلك لغتها لأنها توجه معنى، مغزى، رمز، رسالة ······الخ، متجددة بتجدد الزمن أي فكرة الفكرة والتي تعتمد على أستخدام التقنيات ······ألخ ·
ولذلك يبقى الفكر التصميمي متقدما وسباقا لماديات التصميم، فالتصميم سيكون فكرة بعيدة عن المتحقق المادي ويحقق قدرة السيطرة عليه من قبل المصمم، أن أي فكرة لأجل تحقيقها وأستلامها تقع ضمن تكوين وبالعكس فأن أي تكوين لآبد أن يحمل فكرة يعبر عنها وفق زمن محدد لأن الفكرة في التكوين تعبر عن ذات التكوين أحيانا أو أنعكاس او ظاهرة ·····الخ، لأن الفكرة دائما تكون في حالة حركة فلذلك لايمكن الفصل بين التكوين والفكرة وأن تشكيل الفكرة دون التكوين أمر مستحيل لأنه الشرط اللأزم لكي تكون الفكرة مفهومة أي ان الفكرة ستكون لفرع من النظام المنطقي والحقيقي للتكوين · وهنا يطرح سؤال نفسه من يسبق من الفكرة تسبق التكوين دائما ام التكوين يسبق الفكرة ؟
فالتكوين هو عالم منظم من المعاني والتقنيات والتكنولوجيات ······الخ، وهو أساسا فكرة مستقرة متجددة لأن ما يمكن تجديده من تكوين المنتج الصناعي هو ما قد صار في التكوين من خلال الفكرة تتحول وتتغير مع الزمن فالتكوين في المنتج الصناعي ديناميكي فهو ليس كيان يشكل مرة واحدة والى الابد بقدر ما هو حي متفاعل يعتني بالتجديد ويستجيب للتحول فهو حالة مرحلية في تشكيل مستمر لأنه صناعة قائمة بذاتها ومختبر بناء فكرة الحاضر والمستقبل لأن كل تغيير في التكوين هو لتأكييد حتمية الفكرة وأنعكاس للعالم الى أن تكون هي نفسها عالما آخر فهو يصف الواقع ويعكسه من خلال التكوين وأحيانا يكون هو واقعا جديدا يحتفظ بهويته خلال فترة محددة ·