كتاب "ثرثرة فوق دجلة؛ حكايات التبشير المسيحي في العراق 1900-1935م"، بعد اجتماعات طويلة ومكثفة في بداية عام 1889م بأحد كنائس مدينة "نيو برونزويك" بولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، صادق مجموعة شبان أمريكان متحمسين على تأسيس منظمة تدعى "الإرسالية الع
أنت هنا
قراءة كتاب ثرثرة فوق دجلة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
ورغم تلك الصعوبات إلا أن الإرسالية الأمريكية بدأت عملها بالتبشير ليس وسط البصرة وأهاليها فقط، بل قام أعضاؤها بالكثير من الرحلات القصيرة والطويلة لمدن وقرى جنوب العراق تحديداً، كانوا يوزعون فيها الكتب، ويفتحون المكتبات الصغيرة ويحاولون إقامة العلاقات مع الأهالي البسطاء·
وبجانب الرحلات والجولات قامت الإرسالية ببناء بعض الأبنية الضرورية مثل مدرسة البنات وإقامة مسكن قريب من المدرسة لسكن أعضاء الإرسالية، ثم إنشاء مكتبة داخل أسوار مجمع مدرسة البنين بالعشار وسط مدينة البصرة·
واهتمت الإرسالية كذلك بالعمل الطبي كثيراً في البصرة· وقدم المبشرون خدمات طبية هدفها الأساس تبشيري لأهالي البصرة والقرى والمدن المجاورة، وكان في البداية على شكل مستوصف صغير يديره طبيب واحد وممرضة·
ثم توسعت خدمات الإرسالية في جنوب العراق عندما حصلت على ترخيص بناء مستشفى هو مستشفى لانسنج التذكاري والذي أقيم عام 9 0 9 1م·
وخارج التبشير والطب والرحلات استغلت الإرسالية الأمريكية أوضاع الجهل البائسة في جنوب العراق وانتشار الأمية في تنصير الأهالي عبر التعليم بعد فشلها في توزيع الكتب والطب·
ففي عام 8 0 9 1م سمحت السلطات التركية للمبشر مورديك بافتتاح أول مدرسة للإرسالية بالبصرة بعد جهود مضنية وتدخلات سياسية أيضاً·
وبدأت المدرسة بثلاثين تلميذاً، وكانت معظم مناهجها باللغة العربية، وسميت مدرسة الأولاد باسم مدرسة الرجاء العالي، أما مدرسة البنات التي أنشئت فيما بعد فقد سميت مدرسة الرجاء للبنات ومن الواضح أن أهداف المدرستين والتعليم عموماً عند مبشرى الإرسالية الأمريكية هو تنصير التلاميذ· فقد كان أحد الدروس اليومية للتلاميذ مثلاً هو قراءة الإنجيل وتفسيره، كما أن النشيد اليومي للتلاميذ هو أدعية مسيحية خالصة!
وبعد حوالي أربع سنوات من استقرار عمل الإرسالية الأمريكية في البصرة، انطلق مبشروها إلى المدن العراقية الكبيرة والصغيرة في الجنوب· ففي نهاية عام 5 9 8 1م بدأ العمل في مدينة العمارة ثم في مدينة الناصرية· وفي عام 7 9 8 1م افتتحوا مكتبة للكتاب المقدس في كلتا المدينتين·
وبجانب بعض مدن جنوب العراق تواجد أعضاء الإرسالية الأمريكية في العاصمة بغداد، غير أن ذلك التواجد لم يكن له نفس النشاط والخدمات والحماس مثل فرع البصرة· وقد يكون السبب الأهم في عدم اهتمام الإرسالية ببغداد، رغم كونها العاصمة، هو وجود إرساليات تبشيرية أوروبية وأمريكية أخرى في بغداد ولها تواجد كبير، علاوة على أن الإرسالية كانت تعتمد على البصرة لأنها قاعدة انطلاق لجميع رحلاتها وأعمالها التبشيرية وخدماتها الطبية والتعليمية لجميع بلدان الخليج التي أسست فيها مراكز هامة فيما بعد مثل البحرين عام
2 9 8 1م·