أنت هنا

قراءة كتاب منعطفات خطرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
منعطفات خطرة

منعطفات خطرة

المجموعة القصصية "منعطفات خطرة"، للكاتبة والفنانة التشكيلية الأردنية بسمة النمري، الصادرة عام 2002 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
 طريق وتراب وأشجار··· شمسٌ حارقة ورطوبة لزجة خانقة وأعصاب تذوب وتتساقط مثل قطع شمع مصهور، شعاع أمل ضعيف لا تكاد تراه وتحاول يائسة أن تتمسك به قادها الى هذه الصخرة العظيمة أمامها، تلمستها بوجلٍ وتشكك ··· هل تستطيع؟ ··· وما تفكر فيه هل من الممكن أن يتحقق؟··· سوف تحاول ولن تخسر شيئاً، وماذا تبقَّى لديها تخاف من فقدانه؟···
 
أغمضت عينيها كي تداري إخفاقها إن هي فشلت، ورسمت صورة لنجاحها الذي تتوق إليه في عتمة الأجفان المغلقة· طوقت الصخرة بذراعيها، حاولت أن تزحزحها، وجدتها تتحرك، ذهلت ولم تصدق ما حدث، فتحت عينيها وأعادت الكرَّة مرة أخرى، فتحركت، أومض برقٌ في فضاء الإدراك الغافل فأيقظه وأنار أمامه سماء لا حدود لامتدادها تلتمع فيها كواكب وأقمار مضيئة، كانت هذه هي لحظة الاكتشاف الرائعة، أيقنت الآن أنها انسانة ذات إرادة وأن لها روحاً حرَّة وقلباً ينبض بالحياة، وأنها قوية··· قوية·
 
حملت الصخرة، رفعتها الى أعلى، نادته بالصوت الجديد، استدار فزعاً، كانت الصخرة تندفع نحوه ···· لن تخطئه، عرف بخبرته الطويلة أنه قد آن الأوان وأن لا مفر من النهاية الآتية·
 
تنهدت بعمق، زفرت من أعماقها كل ألمها وعذابها وضعفها القديم، وقفت قرب الصخرة، تأملتها···ماذا تخبىء تحتها؟··· رفعتها، رأته، رأت على الأرض ظلاً يشبهه، أحقيقة هو أم خيال؟·· حقيقة أم خيال؟! ···، وقبل أن تنزل الصخرة، هُيِّىء لها أن دموعاً ترقرقت في العينين وسالت لتغسل بالحزن ابتسامة أخيرة رفَّت على الشفتين، وكأنها سمعت أيضاً قبل أن تكمل سيرها تحية الوداع·

الصفحات