تمثل هذه الرحلات باكورة مشروع ضخم كنّا قد شرعنا به منذ سنوات، ونوّهنا عنه في أكثر من مناسبة، لترجمة رحلات أجنبية جديدة، أو بترجمة جديدة كاملة، تغطي الحقبة من القرن السادس عشر حتى نهاية القرن الثامن عشر· وقد انتهينا من ترجمة نحو خمس عشرة رحلة منها، ودفعنا بع
أنت هنا
قراءة كتاب رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن السادس عشر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن السادس عشر
الصفحة رقم: 5
تمهيد
حينمـــا اتخــذ السلطان سليمان حلب مقراً لإقامته الشتوية، تم تعييني، أنا كاتـــب هـــذه الصفحات، لقيادة الأسطول المصري، وتلقيت تعليمات لإعادة السفن (وهي 15 قادساً) إلى مصر، كان قد تمّ إرسالها مسبقا إلى البصرة الواقعة على الخليــج الفارسي· ولكن،أنا أشاء وأنت تشاء والله يفعل ما يشاء؛ إذ لم أتمكن من تنفيـــذ مهمتي، وأدركت استحالة العودة عن طريق البحـــر، فقــررت العــودة إلـــى تركيا عبر الطريق البرّي، بصحبة عدد قليل من الجنـــود المصريين المتعبين والمخلصين· فقد سافرت إلى كجرات(7)، والهنـــد، والسنــــــد، وبلـــــخ(8)،وزابولستــــــان(9)، وبيداخشـــــــان(10)، وخوتلان(11)، وطوران(12)، وإيران، أي عبر بلاد ما وراء النهــــــــــر(13)، وخراســــان(14)، وخـــــوارزم(15) ودشــــــت قبجــــاق(16)؛ ولأني لم أستطع مواصلة التقدم أكثر، قفلتُ عائداً إلى مشهد والعراقين(17)، وقزوين وهمدان، ومنها إلى بغداد·
وبعد أن إنتهت رحلاتنا، شجّعني رفاقي وأصدقائي المغامرون على تدوين تجربتنا والمخاطر التي تعرضنا لها، والتي لا يمكن تقديم وصف وافٍ عنها غالباً؛ وأن أتحدث عن المدن والمشاهد الرائعة الكثيرة التي رأيتها، وعن المزارات المقدسة التي زرناها· ولهذا ظهر إلى النور هذا الكتاب، الذي حاولت أن أسرد فيه، بلغة سهلة واضحة، المشكلات والصعوبات، والمعاناة والمكابدات التي اعترضت طريقنا، حتى وصولنا إلى القسطنطينية· وإذا ما أخذنا بنظر الإعتبار المادة التي يتضمنها الكتاب، فمن الأجدر أن يُعنون قصة كارثة، ولكن نظرا لاتّساع مسرح العمليات، فسأسميه مرآة الممالك·