ذكرياتنا هل تموت؟ ربما نفقد بعضها وربما يخفت البعض الآخر منها لكن الجزء الحبيب والعميق في النفس يظل الصدى يهز شغاف القلب بين الحين والحين··
أنت هنا
قراءة كتاب شخصيات وذكريات - المجموعة الثانية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
شخصيات وذكريات - المجموعة الثانية
الصفحة رقم: 10
ومهنها·· وخاناتها ومحاميل تلك الحانات·· وشخصيات مقهى البيروتي·· وحمدة أم الكيمر، وشهاب أبو الحبال·· وسيد عزيز العرضحلجي وكرومي العطار ودعبول البلام وملا عبود الكرخي·· ثم سوق الجديد وخضر الياس والمختار صالح العمر وبيت رشيد الهند؟ وتوفيق الحسن ودربونة المعاضدة·· و·· و·· وكأنه خزنة لكل من مر من هناك أو عاش في جانب الكرخ من نهاية الجعيفر وحتى الصالحية·· صفحات تحمل الأسماء والصفات·· وفجأة ينتقل إلى مكتبة عباس الكتبي ومكتبة ذبيان المولى ومكتبة رشاد السامرائي التي يعاونه فيها أخوه ناجي حيث كنا نشتري من هذه المكتبة، الصباح، دنيا الفن، مسامرات الجيب، السينما، الأستوديو، الكواكب·· وغيرها ويشير إلى أنه يحتفظ بمجلة الفن فقط قد ضاعت تلك المجلات لسبب أو لآخر·· ويعود ليذكرني بالأفلام السينمائية التي كنا نشاهدها يذكر بعضاً من الأفلام الهندية والعربية والأميركية بلا حساب·· حتى أغاني تلكالأفلام وملحنيها وتواريخ عرضها ودور السينما التي عرفها و·· و·· وكانت رسالته تلك فتح باب لأدعوه كي ألتقي به·· وأن يدخل ميدان النشر في ألف باء بعد أن نشر في أكثر من صحيفة·· من صحفنا اليومية·· وأن نجلس بعد هذه السنوات نتناقش في شؤون الفن·· وهو يؤكد على أثر تلك السنوات، ويشير إلى المقام حيث علمت أنه يعمل ببيت المقام العراقي -كما أتذكر- وأن لديه خزيناً من المجلات والكتب والمذكرات والذكريات في هذا الميدان أيضاً·· ويحلم أن توجه إليه دعوة·· لإلقاء محاضرة في عمان·· عن المقام العراقي!
وحيد الشاهري بدأ عمله طباعاً ماهر للأوفسيت في مطبعة الحكومة عام 1946·· وبعد سنواتمشرفاً على قسم الطبع في مطبعة الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط وتقاعد وظيفياً في 1/1/1982 لكن الذي بقي عنده ذاك الخزين الكبير من أرشيف ظلت -رغم المجلات والصفحات المتجمعة عنده- أقول ظلت ذاكرته معيناً لا ينضب يتابع ويصحح خطى الكثير من الكتاب الذين يتناولون ما كان·· ويضيف ويحلل·· ويتقدم إلى كل صحيفة ينشر فيها بتواضع وأدب·· وبلا ادعاء إلا بالقدر الذي يعرف مؤكداً ذلك بالوثائق والحجج·
هذه الذاكرة انطفأت ولم نكن ندري إلا من خلال، مربع صغير تقدم مقالة له في جريدة العراق في 24 تشرين الثاني 1998 ثم في جريدة الموعد في 9 كانون الأول 1998· فكان عليّ أن أضيف القليل من الكثير الذي أعرفه عن وحيد الشاهري الذاكرة النظيفة عن سنوات عمره من خلال الناس الطيبين الذين عرفهم في صوب الكرخ·· بكل أزقته، ومحلاته ودرابيته مع الاعتذار عن تأخري في الكتابة·· رحمة الله عليه·
30/12/1998