كتاب "رجال في جزائر اللؤلؤ"، منذ بدايات القرن التاسع عشر، ومروراً ببدايات القرن العشرين، احتضنت البحرين أعداداً كبيرة من أبناء الوطن العربي.
قراءة كتاب رجال في جزائر اللؤلؤ
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
كما يراسل رجالات دول الخليج الأخرى للقيام بالحملات نفسها، حيث يتأكد نجاحها في خبر صغير ذكره تقرير للوكالة السياسية البريطانية عام
1915 يقول فيه: (أرسل الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني 125 ألف روبية إلى الشيخ مقبل كاشتراك من شعب قطر للإعانات التركية، ولكي يتكفل
(مقبل) بإرسالها)
وإضافة إلى زعامته في (إعانات تركيا)، يقود (الذكير) حملة تبرعات أخرى للمجاهدين الليبيين في حربهم ضد الاستعمار الإيطالي. وتصل زعامته
حتى إلى الهند أيضًا! ففي 11 ابريل عام 1914 تكتب إحدى الـشخصيات المسلمة الهندية، كما يقول تقرير آخر للوكالة البريطانية لعام 1914، إلى
(الشيخ مقبل يطلب منه جمع كل ما يمكنه من النقود لمساعدة المسلمين في إحدى الولايات الهندية)
وعلى الرغم من نجاحات مشروعه الحضاري (النادي الأدبي الإسلامي) وتصدره الواضح كأحد زعامات البحرين، إلا أن مجيء عام 1917 يبدأ
في تغيير أحوال الشيخ الجليل كثيرًا!
ففي العام نفسه تتوالى على (فخر التجار) خسائر صفقات عديدة في تجارة اللؤلؤ، وتتكالب عليه في الوقت ذاته مجموعة تجار حاقدين على سمعته
المالية المشهورة لدى العرب والأجانب، ويصل حد الأزمة في النهاية إلى الإفلاس المالي.
وعندما يجد أن مسألة توفير المال وتواصله بشكل مستمر هو أساس استمرار النادي، يقرر (الذكير) إغلاقه، ولو أن هذا القرار يعز عليه كثيرًا،
ولكنه أصبح في النهاية لا يملك إلا هذا الخيار الصعب!
وبالإضافة إلى إغلاق النادي، أصبح استمراره في إمبراطورية اللؤلؤ الجشعة، التي لم ترحم أي وزن له، أمرًا مستحيلاً! ولذلك يترك البحرين،
ويذهب مرة أخرى إلى مدينته العريقة (عنيزة) بمال لا يكاد يكفي طعامه، ويموت فيها بعد ثلاث سنوات على رحليه!