أنت هنا

قراءة كتاب مذكراتي نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مذكراتي نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية

مذكراتي نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية

في كتابه "مذكراتي نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية"؛ يكتب المؤلف في خاتمة مؤلفه هذا: "لقد حرصت في تدوين مذكراتي هذه على تسجيل ما قمت به بنفسي، أو اطلعت عليه بصورة مباشرة، بحكم اضطلاعي بمناصبي ومسؤولياتي فقط، دون سواه، توخياً للحقيقة المجردة، وتفادياً

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
هكذا كانت الحالة السياسية والاجتماعية في بغداد، أو بالأحرى في العراق كله·
 
أما الحالة الاقتصادية والمعاشية فكانت أردأ من الحالات الأخرى· ويكفيك أن تفهم هذه الحالة جيداً من هذا البيت الذي قاله الرصافي في هجو بغداد:
 
أيا سائلاً عنا ببغداد إننا
 
بهائهم في بيداء أعوزها النبت
 
فالعراقيون في تلك الحقبة من الزمن كانوا ينقسمون إلى أربعة أقسام رئيسية هي:
 
1- عرب البادية أو العرب الفلاحون في الأرض الأميرية·
 
2- عرب المدن الذين يتعاطون التجارة البسيطة وخدمات الحكومة الضئيلة·
 
3- الأكراد والأتراك القاطنون في الشمال·
 
4- أشتات من هؤلاء وأولئك مجتمعون في صعيد واحد لغرض تأمين معيشتهم بطريق الخدمة والمصانعة للأتراك والحكام وذوي النفوذ·
 
فالعرب منصرفون للاحتفاط بتقاليدهم وعيشهم الابتدائي، والآخرون منصرفون إلى ما يحقق لهم سبل العيش بأية وسيلة ممكنة، وليس لدى الأهلين ما يجعلهم متحسسين نحو الحكومة العثمانية بحس سوى الشعور بإسلاميتهم وعثمانيتهم، وبكونهم مدينين للدولة العثمانية بالمنة والحمد والشكر لمحافظتها عليهم من القوم الكافرين؟·
 
أما قيادة الرأي العام في البلاد فقد كانت محصورة برجال الدين وأرباب الرجعية والتقهقر في العمل والفكر· وكان من بين هؤلاء أناس ليسوا من بين رجال الدين ولا من العلماء، ولكنهم اندسوا بين هؤلاء واستثمروا قوة الدين لتحقيق زعامات وثروات واسعة فأصبحوا من الأشراف والوجهاء· ولم يكن في إمكان أحد أن يعرف بالضبط أهداف تلك الجماعة المتزعمة وصبغتها، فهي كانت تارة مسلمة عثمانية وطوراً عربية بالاسم، وأحياناً تحاول أن تتصل بسلالات هندية أو إيرانية أو تركية عندما يكون ذلك مطلوباً· وعندما وقعت الحرب ما بين اليابان والروس سنة 5 0 9 1 لم يعرف أهل العراق من هم هؤلاء اليابانيون وأين تكون بلادهم سوى عدد ضيئل جداً؛ لأن الاتصال كان معدوماً مع الخارج·

الصفحات