أنت هنا

قراءة كتاب مذكرات عبد العزيز القصاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مذكرات عبد العزيز القصاب

مذكرات عبد العزيز القصاب

دوّن عبد العزيز القصاب مذكراته كشاهد على الأحداث التي عاصرها بدقة وتجرّد نادرين، حيث تنقل في الوظائف الإدارية من قائمقام في سامرّاء والسماوة والجزيرة ( الصويرة) فالسماوة ثانية ثم الهندية وهيث وعانة والزيبار.

الصفحة رقم: 8
درس عبد الله عباس القصاب العلوم العربية في المدارس العلمية كما أراد والده· وبعد وفاة أبيه دخل كلية الحقوق وتخرج فيها سنة 1927، عين بعدها مديرًا لناحية الحيرة· ولنجاحه في إدارة هذه الناحية عين قائم مقام للسماوة، ثم مديرًا لقضايا العشائر في وزارة الداخلية، ثم متصرفًا للديوانية ومنها وزيرًا للداخلية، ثم متصرفًا للموصل، ثم أمينًا للعاصمة ، ثم مديرًا عامًا لجمعية التمور العراقية· وانتخب نائبًا عن المحمودية، وأخيرًا انتخب نائبًا لرئيس مجلس الاتحاد العربي(العراقي الأردني الهاشمي) سنة 1958· وكان في هذه الوظائف مثلاً حسنًا لحسن السمعة والاستقامة والإخلاص حتى وافاه الأجل يوم الخميس 18 كانون الثاني 1962، عليه رحمة الله·
 
والأخ الثالث هو السيد عبد الرحمن، وكان يشتغل في التجارة وأصبح عضوًا في مجلس بلدية الكرخ· وقد تولى إدارة بيتنا، مسترشدًا بأخيه الأكبر عباس· توفي سنة 1910 وأعقب ابنة واحدة·
 
والأخ الرابع هو السيد أمين، وكان يساعد أخاه عبد الرحمن بأعماله التجارية· انتخب عضوًا في مجلس أمانة العاصمة قبل أن يتوفى سنة 1934، وأعقب ولدين وثلاث بنات·
 
والأخ الخامس هو عبد الفتاح، وكان مديرًا للمدارس الرسمية في العهد العثماني، استقال من منصبه عند دخول الإنكليز بغداد وانصرف بعد ذلك إلى الزراعة والبيع والشراء· توفي سنة 1935 وأعقب ثمانية أولاد(2)·
 
الشيخ عباس وطلابه
 
ومما أتذكره عن حماسة طلاب الشيخ عباس للاستفادة من دروسه، حكاية عن الشيخ أمجد الزهاوي:
 
طرق باب بيتنا في ليلة شتاء باردة، والمطر ينهمر بغزارة وأزقة بغداد تغمرها المياه والأطيان، وهو ملتفٌ بعباءةٍ ولابس (جزمة) في قدمه· صرخ أخي في وجهه قائلاً: (ماذا جاء بك من (الحيدر خانة) إلى (سوق حماده)؟)، أجابه أمجد: (عندي إشكال في درسي، أرجو إيضاحه لي) قال له الشيخ عباس: (أخذت درسًا مني في جامع المدني صباحًا، ثم درسًا آخر في دار الفتوى في الرصافة بالقرب من دارك مساءً، أفلا يكفيك هذا؟) ثم أجلسه بجانبه يشرح له مشكلته قبل أن يدعه ينصرف في ظلام الليل البارد تحت زخات المطر·

الصفحات