إن تجربة علي أحمد باكثير الروائية تعد من أقدم التجارب الروائية العربية الحديثة - التي وظفت التاريخ – وأنضجها؛ على الرغم من أنها كتبت في مرحلة متقدمة، فهي تحتوي على كثير من المنجزات الفنية التي تجعل منها رائدة الإبداع الروائي الذي يعتمد التاريخ مصدرا له، وذل
أنت هنا
قراءة كتاب روايات باكثير قراءة في الرؤية والتشكيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
صاحب هذا الكتاب/الرسالة: دارس جادّ، وكاتب ملتزم، وداعية على طريق مستقيم لاحب، يظهر التزامه من الأسطر الأولى التي خطها يراعه.
إن من يقرأ الكتاب/الرسالة هذه ، يجد أمامه جهداً واصباً ، وعملاً دائباً أخرج الكتاب بهذه الصورة التي سوف يحمدها الدارسون له، في كل المحاور والمجالي التي رادها في بحثه الرصين هنا ..
قدم موجزاً عن حياة باكثير ، ليس بالطويل الممل ، ولا القصير المخلّ ، وقدّم صوراً واضحة عن المشاهد السياسية والفكرية ، والاجتماعية التي عايشها باكثير ، وكانت لها بصماتها على حياته ، وفكره ، وأدبه ، ومواهبه ، ومواقفه .
ومهد لدراسته بوضع بعض الصور لتكون معالم واضحة لما سوف يقدم ، قبل الخوض في الميدان الذي اختاره لرسالته ، ودراسته عن روايات باكثير ، وكان رصده في هذه التوطئة واعياً ، وأميناً .. وهاتان صفتان لابد منهما للدارس الذي يحترم نفسه وبحوثه .
حلل روايات باكثير التاريخية وتحدث ـ في الفصل الثاني ـ عن فن الرواية التاريخية عند باكثير ، فأجاد ، وحوت خاتمة دراسته خلاصة هي مجموع نتائج ما توصل إليه.
إن من ينظر إلى قائمة المصادر والمراجع، القديمة والحديثة التي اهتدى بها في كتابه، من كتب، وصحافة، وإحصاءات، يعرف الجهد الجاهد الذي بذله الباحث من أجل الإحاطة بموضوعه ويدل على المتابعة الدائبة ، والاستقراء والاستقصاء، من أجل إعطاء الدراسة حقها، وليكون إنصافه لباكثير، مستنداً إلى مجموعة طيبة من الأدلة والبراهين التي تدعم ما اقتنع به وتوصل إليه، عبر مطالعاته المستفيضة في تلك المصادر والمراجع .
ولقد وعى إسقاطات باكثير على واقعنا المعيش، فاستخلص خلاصات تدل على عبقرية باكثير الذي وعى زمانه ، كما وعى التاريخ ،فأسقط الثاني على الأول، في عمليات فنية واعية، فتراه كان يتحدث عن الأيام التي يحياها بكل ما فيها، وبقيت طريقته فيها مستقيمة .
من يقرأ مسرح باكثير السياسي، من دون أن يعلم كاتبها ، يحسب كاتبها عصريّنا، يعايش أحداث اليوم، ويكتب عنها ويعالجها بأسلوب فني راق .
وكذلك قل عن سائر أعماله الروائية والشعرية ، بما حوت من إسقاطات على واقعنا الذي نعيشه وعشناه في العقود الأخيرة ، بينما كتبها باكثير في أربعينيات القرن العشرين وخمسينياته وستينياته .
قدّم الأستاذ عبد الله الخطيب كل ذلك، بأسلوب أدبي رصين، خلا من أي وهن، وهذا يعني أنه يعد بالكثير إذا تفرّغ لدراساته، ونأى بنفسه عن حطام هذه الحياة ، الذي يقتتل الناس حوله، ويتنافسون عليه..
هذا ما نرجوه منه، وله، ومن الله التوفيق والتسديد .