أن قلة ترجمة الحكايات والأقاصيص الشعبية من الأدب العالمي في مكتبتنا العربية، دفعتنا إلى اختيار وترجمة عدد منها، لكي تتيح للقارئ العربي مقارنة أقاصيصنا وحكاياتنا الشعبية بالأقاصيص والحكايات الشعبية في الأدب الأجنبي. وليعرف النمط والأسلوب التي يكتب بها.
أنت هنا
قراءة كتاب قصص وحكايات أطفال عالمية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
أيها الصغير من دلك على الطريق المؤدي الي؟ فمنذ ان وجد العالم لم تطأ قدما شخص هذه النواحي، ماذا تحب؟ أتريد ان تؤكل؟ فأجابه: أنا لست سوى طفل يتيم وإذا وجب عليك ان تأكلني فاسمع اولاً قصتي. وقص كوفي حكايته على التمساح منذ وفاة امه حتى اليوم الذي كسر فيه الجرة فأجابه التمساح ذارفاً دموعاً حقيقية، اذا كنت تريد حك ظهري فقد استحممت لتوي، فانك لن ترى امك فحسب بل ستحصل على جرة مشابهة للتي كسرتها، اخذ كوفي الاسفنجة ونزل الى النهر وصعد على ظهر التمساح الخشن المصدع ذي الاطراف الحادة كأنها سكاكين ذوات رؤوس دقيقة كالابر والقشرة المشتقة التي لايرغو بها الصابون واستمر يحك ظهر التمساح حتى سال الدم من اصابعه المجروحة ويديه صار لون ماء النهر احمر من سيلان الدم لكنه لم يبك مطلقاً وبعد ان انتهى من حك ظهر التمساح قال له التمساح : اصعد على ظهري. فصعد الصبي على ظهر التمساح وانطلقا ذات صباح وجدا انفسهما أمام باب صغير جداً فأمره التمساح قائلاً : ((المسه فقط )) وعندما لامست اصابع كوفي الباب اذا بعجة هائلة تدوي كأنها الف رعد والف جبل ينهار سوية وفجأة رأى امامه مخلوقا عجيباً تفوح منه رائحة نتنة تحمل عفونة العالم بأسره ويصل رأسه الى السماء وقدماه في الارض هذا المخلوق يهز الأرض اثناء سيره فسأله من اين اتيت ايها الصغير المغامر؟ ومن اصطحبك الى هنا ؟ وماذا تريد؟ وكان التمساح قد اختفى بمجرد ظهور الوحش. فبقى كوفي وحيداً وكان قلبه يريد الخروج من صدره من شدة الخوف لكن كوفي بقى ملتجما من شدة الخوف، ماذا تريد؟ وقص له كوفي مستعيداً رباطة جاشه كل حكايته منذ وفاة والدته حتى اللحظة التي رأى فيها التمساح. فقال المخلوق لكوفي مشط لي شعري، وبدأ كوفي بتمشيط شعره واصغر خصلة شعر كانت تسقط من هذا المخلوق كانت تهتز الارض وحتى الاشجار كانت تستند الى بعضها ثم تنطرح ارضاً تجرها اغصانها وكذلك الجبال ترتجف من هذا السقوط واي رائحة نتنة وخانقة تفوح من شعر هذا المخلوق لكنه لم يعرف كم استغرق هذا الوقت وحالما انتهى من ذلك دمدم المخلوق الغريب قائلاً لكوفي استند وانظر الي وكان يرتجف خوفاً حيث كان امامه عفريت مخيف اكثر من التمساح والمخلوق الغريب اراد كوفي ان يعود ادراجه وان يبتعد عن هذه المنطقة اراد ان يركض، نعم اراد الهروب من الاشباح والعودة الى العالم البشري فكان يركض ويركض ولكن كانت هنالك ظاهرة غريبة فهو لم يتحرك قط من مكانه، فكان يريد ان يصرخ ويصرخ بكل قواه لكن لم يخرج أي صوت من فمه المفتوح فقال له العفريت بصوت راعد اقوى من صوتي التمساح والمخلوق الغريب من اين اتيت؟ومن الذي اصطحبك الى هذا البلد الذي لم تطأ. قدم اي انسان؟ وعم تبحث لكي تأتي الي؟ ومن جديد حكى كوفي قصته منذ وفاة امه حتى لقائه بالوحش الذي كان رأسه في السماء وقدماه في الارض. اصطحب العفريت كوفي الى مكان مظلم، كان الظلام داكناً وفي اثناء اجتيازهم المكان كانت هناك مخلوقات تتكلم وتضحك وتغني وترقص. اما كم من الوقت استغرقا في سيرهما ؟ فهذا ما لم يعرفه كوفي.
وفجأة وجدا نفسيهما فوق قمة جبل مرتفع جداً وفي وسط النهار التفت العفريت نحو كوفي وقال:
ماذا رأيت في الحجرة المظلمة التي خرجنا منها
-لاشيء
- ماذا سمعت؟
- لاشيء
- الق بنفسك من أعلى هذا الجبل
كان الضباب كثيفاً، ويغطي مسافات على مدى البصر من سفح الجبل حيث لم تكن ترى أي شجرة وكان السكون يخيم على المنطقة فيما كانت الشمس ساطعة فوق هذا الضباب والقى كوفي بنفسه من اعلى الجبل الى الاسفل حيث وجد العفريت الذي اعطاه مفتاحين وامره قائلاً:
-اكمل طريقك