أنت هنا

قراءة كتاب أطفال الرياض بين التنشئة وتقويم السلوك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أطفال الرياض بين التنشئة وتقويم السلوك

أطفال الرياض بين التنشئة وتقويم السلوك

مرحلة الطفولة المبكرة ( سن الرياض ) هي أسرع و أخصب وأقصر فترة عمرية، التي في حال تم استغلالها بشكل مناسب ، تمكن المربية من غرس بذور لسمات في شخصية الطفل تسلح النفس والعاطفه بمواصفات السلوك الاجتماعي الايجابي والمواطنية الصالحة ، فالفرصة ذهبية تربوياً والامك

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 2
ماذا نعلم أطفالنا؟
 
مهما طالت أو قصرت لائحة المسميات والعناوين تحت (ماذا نعلم) لن يستطيع أحد تجاوز العناوين الأساسية التالية:
1. مهارات بناء الثقة.
2. احترام حقوق الأطفال.
3. تشجيع وتعزيز إطلاق القدرات لديهم.
4. رعاية الشعور بالمسؤولية لدى الطفل.
5. مهارات اللعب والعمل مع الآخرين من خلال مبدأ المشاركة واللعب العادل.
إن امتلاك المربي لنظرية واضحة في السلوك التربوي تمكنه من تحقيق أهدافه التربوية بمستوى أعلى من ذلك الذي افتقد لرؤية نظرية في هذا المجال.
من هنا نرى أن:
• التعليم المبكر هو شكل تطوري للطفل وهو متعدد الأبعاد ومتداخل في التأثير، تأثير يعتبر بالضرورة تبادلي بين بعد معين والأبعاد الأخرى، لذا يتوجب النظر لهذه الأبعاد من خلال تحليل نقدي شمولي (جدلي) يربط الجزء بالكل والعام بالخاص كما يربط بين الشكل والجوهر.
لتوضيح ذلك، يجب أن نؤكد على أن التطور في الجانب النفسي مثلا يؤثر على الجانب الفسيولوجي، العاطفي، الاجتماعي ... الخ.
فعندما تتطور مهارات اللغة لدى الطفل تتأثر قدرته في الانخراط والاتصال الاجتماعي مع من حوله. لذلك قلنا تطور الأبعاد لا يمكن اعتباره تطور معزول بين هذا البعد وذاك... فالعملية الدينامكية للتفاعل بين جميع الجوانب (الأبعاد) يجب أخذها بعين الاعتبار. وبناء عليه يتوجب علينا عند تأسيس أي نشاط تعليمي، تحديد معيار المحتوى للنشاط ومعيار الأداء، وتحديد آلية تحقيق أهداف النشاط، حتى نتمكن بعد حين تقييم نواحي النمو والتطور للطفل في مرحلة ما من مراحل نموه وتطوره العام.
إذا ما سلمنا بصحة هذا الطرح النظري يتوجب علينا:
التأكيد والإيمان بأن:
1. جميع الأطفال قادرون على تحقيق نتائج ايجابية في العملية التطورية.
2. بناء على ذلك يجب علينا وضع توقعات عالية لهؤلاء الصغار، بغض النظر عن خلفياتهم وتجاربهم السابقة. " علينا فقط تذكَر أن لكل طفل نسقه التطوري الخاص به ".
3. كل طفل هو إنسان مميز( لا يوجد نسخ كربونية لدى البشر) ، له نمطه وطباعه الخاصة في اكتساب القدرات والمهارات التطورية ، وهذا يوجب علينا عدم مقارنته بأخيه التوأم أو بطفل آخر بنفس سنَه العمرية...الخ.
4. بعض الأطفال من الممكن أن يظهر لديهم تأخر في التطور بهذا الجانب أو ذاك، وربما بعض " الإعاقة " ، ممَا يوجب على المربية في الرياض ببذل جهد خاص وإضافي يهدف إلى تبني توقعات ونشاطات تساعد تلك الفئة من الأطفال بتحقيق المعيار المخصص لهم في الأداء تجاه النشاطات التعليمية.
5. كل طفل يأتي الرياض يحمل معه تأثير بيئته المنزلية ( ثقافة لها ميزاتها مع الثقافة السائدة في الرياض )، لذا يكون لها تأثير واضح على نتائج مقاربة المربي للطفل.
6. في كل بعد تطوري على الطفل إظهار عدد من المهارات، الكفاءات المتعلقة بذلك البعد المرحلي من فترة نموه ، سواء مهارة حركية، مهارة سلوكية ، تعبيرية أو لفظية ألخ..
7. جميع الأطفال في ذات المرحلة العمرية ليس بالضرورة أن يحققوا مهارات المرحلة في ذات الوقت ، فتحقيق المهارات يتفاوت من طفل إلى آخر وهو مرتبط بالتأكيد ببيئة الطفل والمربي مما يستدعي الصبر والإدراك لهذا التفاوت من قبل المربي و الأهل.
مثلا طفلة عمرها 3-4 سنوات يتوقع منها أن تقف وتقفز على قدم واحده... فإذا لم تنجز ذلك لا يعتبر شيئا سلبياً ، لربما بعض التشجيع والتدريب يمكنها من انجاز هذه المهارة في صف البستان (مرحلة ما بعد الروضة) ، والذي بدوره يقودها بإنجاز مهارة أخرى أعلى من عمرها الزمني.
8. المعرفة بالنمو والتطور: وجود المعرفة بملامح النمو والتطور لكل بعد من الأبعاد ولكل فئة عمرية يساعد المربية على وضع توقعات الحد الأدنى لتلك الفئة العمرية. وهي ضرورية بهدف إغناء النشاطات التعليمية كما هو الحال إثراء وتطوير البرامج في الرياض. لذا على الطاقم في رياض الأطفال الاتفاق حول توقعاتهم لما يمكن للطفل أن يتعلمه ( مثلا رياض الأطفال قادرون على العد من (1- 10) ، ما يمكن أن يؤديه مثلا ( فك أزرار البنطال ورفع السحاب) ضمن سياق المرحلة العمرية للنمو والتطور.

الصفحات