مرحلة الطفولة المبكرة ( سن الرياض ) هي أسرع و أخصب وأقصر فترة عمرية، التي في حال تم استغلالها بشكل مناسب ، تمكن المربية من غرس بذور لسمات في شخصية الطفل تسلح النفس والعاطفه بمواصفات السلوك الاجتماعي الايجابي والمواطنية الصالحة ، فالفرصة ذهبية تربوياً والامك
أنت هنا
قراءة كتاب أطفال الرياض بين التنشئة وتقويم السلوك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
2- استراتيجية المفهوم (Concept Strategy):
المفهوم هو استقراء مجموع الصفات المشتركة بين أشكال أو خطط تصورية عامة أو بين صور ذهنية أو بين رموز وتصنيفها في فئة واحدة، فمفهوم الإنسان مثلاً هو مجموع الصفات التي يشترك فيها بنو البشر (Furth, 1970).
ويتوقع من الطفل ذي الخمس سنوات أن يحاول تكوين مفاهيم بسيطة من خلال تصنيف المفردات المحسوسة بناءً على خاصية مشتركة واحدة، إلا أن مفاهيمه تقتصر على الأشياء الواقعية، فهي تمثل معرفة الطفل عن هذه الأشياء، ومعرفته تعتبر محدودة بحيث تجعل المفاهيم التي يكونها الطفل شيئاً بعيداً عن الموضوعية، وحتى لو استطاع الطفل تكوين بعض المفاهيم في السنتين الرابعة والخامسة من عمره فهي على الأغلب مفاهيم لأشياء ملموسة، ولا يقوى على الاطلاق تكوين مفاهيم مجردة كالحرية والديمقراطية والحق..الخ )بياجيه في الريماوي( (189-190).
مرحلة ما قبل المدرسة تنقسم إلى مرحلتين فرعيتين بناءً على نظرية بياجيه هما:
أ- مرحلة ما قبل المفاهيم تغطي من عمر 2-4 سنوات.
ب- ومرحلة ما قبل العمليات تغطي من 4-7 سنوات وفقاً لهذا التقسيم يمكن القول أن الطفل في بداية هذه المرحلة غير قادر على تكوين المفاهيم بمعناها الكامل، فمفاهيمه قاصرة على تمثيل الواقع وهي تمثل فقط معرفة الطفل عن هذه الأشياء. فإذا كانت معرفته للكلب أن له شعر ناعم الملمس فقط فإن مفهوم الكلب لديه يتسع لكل حيوان له شعر ناعم أملس وكلما اتسعت دائرة معارفه كلما تقلص عدد الحيوانات التي يشملها مفهوم الكلب.
وعليه فإن مفاهيم الطفل في هذه المرحلة قاصرة من جهة، بمعنى أنها لا تستغرق الجنس فقط، فإنها تستغرق أجناساً أخرى، وهي ذاتية من جهة أخرى بمعنى أن تجربة الطفل العاطفية مع الكلب أو الشخص تدخل عنصراً في تكوين المفهوم، فإن كانت خبرة الطفل عن الكلب باعتباره حيواناً أليفاً ناعم الملمس اقترب منه وراح يلعق يديه ويداعبه، فإن مفهوم الكلب لديه حيوان أليف بينما لدى طفل آخر في سنه غير أليف ويثير الذعر.
يقول بياجيه أن الطفل في هذه المرحلة تفكيره يكون أقرب إلى السطحية لا يستطيع أن يرى الظواهر إذا تم التلاعب فيها، مثل:
إذا أتينا بزجاجة شفافة ووضعنا بها سائل ما وطلبنا منه أن يحدد ما وضعية السائل إذا كانت الزجاجة في حالة وقوف أو انبطاح يمين ويسار أو رأس الزجاجة إلى أسفل فإنه لا يستطيع أن يميز أن السائل في وضعية ينساب مع و ضعية الزجاجة فهو يعتقد أن السائل إذا غيرنا وضعية الزجاجة يبقى محافظاً على شكل وضعه فيها.