لو تحدثنا عن جسد المرأة من موقع المغايرة، أي بوصفه جسداً له عالمه الخاص، لتبدَّى لنا أن جُل ما كُتِب باسمه أو حوله في التاريخ، وما يتردد حوله لا يمثّله، ليس في اعتباره العصيَّ على النظر والظفر بمعلومة" مجرد معلومة" تفيد في مقاربته ومكاشفته، وإنما لأن الأدبي
أنت هنا
قراءة كتاب الجسد البغيض للمرأة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
وما حاججتُ فيه على صعيد تأجيج المتن وتفكيك أخلاقية الجنسانية النافذة فيه، وما هو مثير لأكثر من حوار على صعيد المتعة وأصلها وفصلها، ومفهوم الأصل "الجينالوجيا" جنسانياً، والحراك القيمي لكل من الكبت والخصاء وسفاح القربى والهبة وتيه المعنى المتعلق بجسد المرأة، يوسّع كما يعمّق في إشكالية المطروح، كوني ركّزت كثيراً على كتاب الباحث فتحي بن سلامة (الإسلام والتحليل النفسي)، وما يدور في نطاق هذا المفهوم، إذ تحتل الأنوثة كقيمة إشهار تاريخية وسلعة رحالة ومتبدلة داخل اللغة،وفاعل تحولات كبرى في المجتمع والقيّمين عليه، صحبة الديني والدنيوي وتشابكاتهما معاً، حيث لا يمكن الأخذ بالمعطيات المقدَّمة كحقائق قطعية، مهما كان مصدرها، بما أنها بالذات تنطلق مما هو افتراضي أو ما يدخل في حكمه، وقد تنوعت المرجعيات الثقافية، إنما دون نسيان أو تناسي ما يأتي في الهرم الأعلى منها: المرجعية الفرويدية واستتباعاتها، حتى في حالة النقض لها، كون التالي ليس أكثر من مغامرة كشفية وبحثية عن المقابل، أي تكون الفرويدية في اللاشعور رغم التلويح بأن هناك طرداً أو مطاردة لها على صعيد الكتابة بالذات، وذلك من خلال تفعيل مفهوم "البغيض" والأدوات أو الآليات التي تسهم في تفعيله أو تعطيل ما يشي بالمفارق والمستفز، وفي الوقت الذي منحت الهوامش، أو ما يأتي في نطاق المصادر أو الإشارات المتعلقة بالمتن تلك المساحة التي لا أظنها تخفي لعبتها الفكرية والنقدية، كما لو أنني أردت زعزعة مكانة المتن، بوجوب التحرك خارجاً، فلا يعود الهامش إلحاقاً أو ضماً، إنما طرف محاور ويمس يقين المتن وأمنه..
أعني بذلك ما يحفّز على النظر في الهامش على أنه مقروء يستدرج المتن إليه ويناوره قولياً!
وحين أكتب هكذا، فإنني أبقي على مدخل البحث كما جاء في الكتاب السالف ترتيباً، شعوراً مني أنه ربما يضفي قيمة دلالية أخرى، على الأقل، من خلال متخيل القارئ واستدعاءاته الفكرية، لأن ما يسمى هنا وهناك، لا بد أن يكون لجسد المرأة سهم في بلورته أو تهجينه أو تشكيله، ولأن العودة المستمرة دخول في متعة لها مقامها الجمالي الخاص، كونها تعني الطرفين طبعاً، ولأن في كل استعادة للاسم، مكاشفة للشيء وعالمه الداخلي وصلاته بسواه، كما لو أن ثمة حواراً لا ينقطع البتة بين الشيء وما يسمّيه، أي اسمه وما يعرضه للمساءلة مفهومياً وفنياً.