أنت هنا

قراءة كتاب سميولوجية الشخصيات الروائية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سميولوجية الشخصيات الروائية

سميولوجية الشخصيات الروائية

نقدم لقراء العربية طبعة جديدة، مزيدة ومنقحة، لكتاب فيليب هامون "سميولوجية الشخصيات الروائية"، وهي الدراسة التي تناول فيها مجموعة من القضايا الخاصة ببناء الشخصية في النص السردي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
ـ 2 ـ
 
لنذكر من جديد ببعض المبادئ العامة. إذا كان السميولوجيون يعترفون عادة بوجود تقسيمات فرعية داخل دائرة تخصصهم (علم الدلالة، التركيب، التداولية)، فإننا نستطيع، وبشكل مختصر جداً، التمييز بين ثلاثة أنواع من العلامات:
 
1 ـ العلامات التي تحيل على معطى في العالم الخارجي (طاولة، زرافة، بيكاسو، نهر) أو على مفهوم (بنية، قيامة، حرية). ويمكن أن نطلق على هذه العلامات: العلامات المرجعية، فهي تحيل على معرفة مؤستتة، أو تحيل على شيء ملموس ومدرك (دلالة قارة وثابتة). ويمكن التعرف على هذه العلامات في المعجم.
 
2 ـ العلامات التي تحيل على بؤرة تلفظية (énonciation). إنها ذات مضمون "عائم" ولا يتحدد معناها إلا من خلال مقام خطابي ملموس (هنا والآن) من خلال فعل تاريخي لكلام لا يتحدد إلا بتزامن مكوناته (أنا، أنت، هنا، الآن). إنها "الظرفية الذاتية" لروسل، و"إشاريات"ياكبسون(13)، وهي علامات غير محددة في المعجم.
 
3 ـ العلامات التي تحيل على علامة منفصلة عن الملفوظ نفسه، قريبا كان أو بعيدا. قد يكون هذا الملفوظ سابقا داخل السلسة الشفهية أو المكتوبة، أو لاحقا لها. إن وظيفة هذه العلامات وظيفة ربطية أو اقتصادية، إنها تقلص من حجم الإرسالية وطولها، ويمكن أن نطلق عليها بصفةعامة، العلامات الاستذكارية (اسم العلم والتعريف في بعض استعمالاته، أغلبية الضمائر، أدوات الاستبدال المختلفة، الفعل "فعل")(14).
 
إن مضمون هذه العلامات "عائم" هو الآخر ومتغير ولا يتحدد إلا في علاقته بالسياق الذي يحيل عليه. وتشكل هذه العلامات مقولة لسانية هامة لدى أولئك الذين يرومون دراسة الانتقال والتماثلات الممكنة بين لسانيات العلامة ولسانيات الخطاب، أو دراسة الانتقال من السميائيات إلى علم الدلالة، إذا استعرنا مصطلحات بنفنيست، إننا ننتقل من البنية القريبة (سلم، جزء) إلى البنية البعيدة (مستوى النص).
 
ويمكن لسميولوجيا الشخصية، في مرحلة أولى على الأقل، أن تستعيد هذا التمييز الثلاثي، وذلك من أجل إعداد الحقل الذي تشتغل به، وذلك من أجل تحديد(15):
 
1. فئة الشخصيات المرجعية: شخصيات تاريخية (نابليون الثالث في ريش ليو عند ألكسندر دوما)، شخصيات أسطورية (فينوس، زوس)، شخصيات مجازية (الحب، الكراهية)، شخصيات اجتماعية (العامل، الفارس، المحتال). تحيل هذه الشخصيات على معنى ممتلئ وثابت حددته ثقافة ما، كما تحيل على أدوار وبرامج واستعمالات ثابتة. إن قراءتها مرتبطة بدرجة استيعاب القارئ لهذه الثقافة (يجب أن نتعلمها ونتعرف عليها). وباندماج هذه الشخصيات داخل ملفوظ معين، فإنها ستشتغل أساساً بصفتها إرساءً مرجعيا يحيل على النص الكبير للإيديولوجيا والكليشيهات أو الثقافة. إنها ضمانة لما يسميه بارث "الأثر الواقعي"(16)، وعادة ما تشارك هذه الشخصيات في التعيين المباشر للبطل (فمهما فعل البطل، فإنه سيظل فارسا عند كريستيان دو ترو).

الصفحات